هنا ياسادة نتحدث فقط بالمنطق والفهم؛ لكي يقرأه جميع المنصفين من الرياضيين ولكل من يبحث عن الحقيقة في تاريخ بدء الرياضة في المملكة العربية السعودية فلا داعي لقراءته من غيرهم، وأيضاً ليس في هذا الوطن الغالي بل في كل مكان لأي متابع يهمه معرفة الحقيقة المغَّيبة. فمهما صُنعت أفلام سينمائية، وعُرضت في دور السينما داخلياً، ومن ثمّ خارجياً فلن يغير فلم أُنتج سواء في جدة، أو في غيرها، أو حتى في هوليوود فالحقيقة واحدة ولا آخر لها بأن نادي (الوحدة) من مكةالمكرمة هو أول نادٍ في المملكة العربية السعودية. فلنبدأ ومن خلال المنطق السليم ونخاطب العقول الراجحة فمن المسلم به أن الأولويات في هذه البلاد المباركة كانت بداياتها مكية وبلا أي منافس من أي مدينة أخرى فعلى سبيل المثال لا الحصر أول مدرسة نظامية، وأول مصلحة للصحة، وأول مستشفى، وأول دفاع مدني، وأول إذاعة، وأول كتابة عدل، وأول مطبعة حكومية، وغيرها من الجهات المعنية فكيف من الممكن أن يأتي العجز في عمق تفكير أهلها ولا يستطيعون المبادرة وقبل الكل في لعب كرة القدم بين حواريها وركلها بين اقدام الشباب المكيين ومن جاورهم؟ وحتى لا نذهب بعيداً فنذكر ماهو واقع من أحداث تثبت صحة أن نادي الوحدة أول ناد سعودي وهو وجود شاهد عصر بيننا متعه الله بالصحة الأستاذ عبدالوهاب الصبان حيث يؤكد أن الأستاذ إبراهيم فودة _ رحمه الله_ هو أول من ترأس نادي الوحدة بعد استبدال اسمه من الحزب إلى الوحدة وفقاً لحديث الأستاذ إبراهيم فودة شخصياً، وهذا ما أكده الأستاذ كامل أزهر _ رحمه الله _ للمعلومة المذكورة بل واضاف بأن من خلف الفودة هو الأستاذ عبدالرحمن الصبان، ومن ثمّ تسلم رئاسة الوحدة خلفاً للصبان الذي أعتذر لاستكمال المهمة؛ نظراً لظروف عمله آنذاك. والمهم في هذا الشأن الشهادة الأخرى للأستاذ عبدالوهاب الصبان بعد اجتماعه في جدة مع حمزة فتيحي _رحمه الله _ حيث قال له نصاً: " بالضبط لا أعلم.. أنا الذي متأكد منه أن فريق الوحدة تأسس قبل الاتحاد بعام أو بعده بعام". شهادة حق ومن يشكك فيها فالأستاذ عبدالوهاب الصبان أطال الله في عمره حيٌ يرزق. وهذه الشهادة هي امتداد لشهادات أخرى من شهادة مؤلف النشيد الوطني السعودي الأستاذ إبراهيم خفاجي _رحمه الله _ ولاعب نادي الوحدة الكابتن عبدالعزيز بن حسان والمشهور بالجرولي _ رحمه الله _ وغيرها من الشهادات مثل شهادة الكابتن عبدالإله النكش نجم فريق أحد والمنتخب السعودي الأول سابقاً حيث سمعتها منه مباشرةً في منزله بالمدينة المنورة وبحضور الرياضي القدير الأستاذ علي فودة، إضافة إلى شهادة المؤرخ الرياضي الأستاذ خالد المصيبيح، وقد كنا على بعد مسافة قريبة جداً لشهادة المعلق الرياضي الشهير الأستاذ محمد رمضان لولا ظروفه الصحية حينها ومن ثم وفاته رحمه الله. على أي حال لا تثبت الحقائق الرياضية التاريخية عبر أفلام سينمائية والتي هي في الأساس عمل تجاري المقصد منه التكسب المادي البحت وهذا لا يعيب في جهود القائمين عليه فنياً ولكن المفترض فعلاً أن لا تؤخذ معلومة غير صحيحة في نقلها وخاصة من بعض الكتب التي تحتار من بعض مؤلفيها في كيفية إثبات المعلومة فتجده مثلاً في طبعة كتاب ينفي حادثة فديو متداول، وفي طبعة جديدة للكتاب ولنفس المعلومة يثبت الحادثة مرة أخرى..! فلا نجد أنفسنا إلا أن تتكون لدينا قناعة كاملة في عدم الإيمان في الأحداث كلها وليس في حادثة واحدة فمن بعض شروط المؤرخ و ضوابط الكتابة التاريخية من منظور شرعي: العدالة، وعدم تغليب الهوى وهنا نحن وضميرنا جميعاً في إطلاق العمادة الرياضية السعودية على من يستحقها فعلاً..!! خاتمة: الحق لا يسقط أبداً بالتقادم بطبيعة الحال، ولا يتغير بتغير السنوات الطوال وتعاقبها، أو بتغير الأشخاص ومواقعهم، أو رحيلهم وهو تاريخ ليس له علاقة ببطولات، ولا إنجازات كروية بأي حال من الأحوال..وهذا التاريخ الرياضي الهام جزء لا يتجزأ من تاريخ مكةالمكرمة العظيم وبالتالي من التاريخ الرياضي السعودي.. وعلى كل منصف وعلى كل مكي خاصة يحب أم القرى حقاً ويدرك أنها مرتكز الأولويات الحياتية كافة أن يدافع عنها مهما كانت ميوله الرياضية سواء كانت هلالية أو اتحادية أو أهلاوية أو نصراوية؛ حتّى يعود الحق المستحق لنادي الوحدة لنيل عمادته الرياضية في المملكة العربية السعودية.