قبل عدة سنوات , كان الاهتمام بالفئات السنية بنادي النصر لايتعدى توفير برادة ماء تثبت بأحد زوايا الملعب , ولا يتجاوز الإعلان عن فتح باب تسجيل اللاعبين بداية كل موسم , وتحديداً أبناء الأسر المجاورة لمقر النادي بحي العريجا لكي لاتكلف عملية نقلهم من وإلى الملعب يومياً الكثير , ومن ثم التعاقد مع أحد العاطلين المسمى تجاوزاً ( مدرب وطني ) ليقوم بتدريبهم وكأنهم في طابور صباحي لا ينقصه سوى إذاعة مدرسية ! وبعد أن يتم إعدامهم , عفواً ! أقصد إعدادهم , وينطلق وطيس المنافسة يستعين الإداريون أحياناً بقطع من الكرتون تقدم للاعبين كبديل للكسارات التي يضعها اللاعب على مقدمة ساقه , ولا أبالغ فقد تكررت هذه الحادثة في درجة الشباب غير مرة ! ناهيك عن عمليات السمسرة التي تفوح منها رائحة الخلل الإداري العميق , والتي لا يخفيها عن الجماهير إلى أن تتم سوى جهود بعض الصحفيين وبعض أعضاء المنتديات بالتطبيل المتواصل للعمل الإداري الكرتوني هناك ! وهكذا بقي النصر معانياً من شح المواهب طوال العقد المنصرم , وهذا ما أثر بشكل سلبي ومباشر على مستويات الفريق الأول , ومع استلام الإدارة النصراوية السابقة لزمام الأمور , فقد قدِم عمران العمران وقدّم تصوراً مبدئياً لما يجب أن يفعله النادي تجاه قاعدته الصفراء , كانت المهمة صعبة جداً , ولكنه خطط بهدوء قبل أن ينفذ , ورسم أهدافاً عريضة ومحددة دون أن يعلن عنها ! فأغلق الرجل فمه وفتح جيبه , وشمّر عن ساعديه مسابقاً الزمن يبني بإتقان مشيحاً طوال تلك المدة بوجهه عن الفلاشات , إلى أن أصبحت صورته مطلباً صحفياً وجماهيرياً ملحاً لأقصى الحدود , ولم تتعرف الجماهير على ملامحه إلى أن ظهر ضيفاً بأستوديو القناة الرياضية هو والأمير الوليد بن بدر ( نائب الرئيس آنذاك ) وأمامهما على الطاولة كأس الاتحاد السعودي التي حصدها العالمي الصغير كأول ثمار تلك الرحلة العصيبة التي قادها أيضاً عدة أعضاء مثل أبناء العمري وسليم عجينة والمشيقح وغيرهم , كلهم الآن خارج خدمة النادي بفضل سياسة الإدارة الحالية ! ( الداعم الخفي ) يصنع المستقبل ! بعد أن استعانت الإدارة النصراوية بعمران ليساندها في الفريق الأول قبل أن تختلف معه وتضيق عليه الخناق فيرحل , أتى رجل آخر ليتصدى لملف القاعدة النصراوية ويدعمه بأفكار أخرى أجمل , كان يدعى الداعم الخفي , بعض الجماهير تظنه أمير نافذ , وبعضهم يظنه رجل أعمال معروف , كان الرجل يرفض ذكر اسمه نعم ولكن كان لأفعاله الجليلة صدىً يدوي في كل الاتجاهات , وقد نجح أيما نجاح بأن يضع بصمته السخية والناجحة والمباركة على جدار تاريخ النصر والتي لن تمحى ولن تنسى ما دام للوفاء قلب ينبض ! حاولت الصحف باستنطاقه فرفض , وتوسلت نشر صورته فأبى , كان يحمل هماً نصراوياً في المقام الأول وهو أن يرسم الابتسامة على محيا الجماهير , مؤكداً أنه يسعى لأن يجعل من النصر مطلباً وأمنيةً لأولياء الأمور في تسجيل أبنائهم بعد أن رسخ لثقافة الاهتمام بكل شئون اللاعب علمياً وعملياً وتربوياً وثقافياً ! وكأنه يريد أن يذهب اللاعب إلى مقر النادي وكأنه ذهب إلى أرقى الأماكن وآمنها بمدينة الرياض ! إضافة إلى تكفله بمعسكرات خارجية منها ما أقيم بالبرازيل لرفع كفاءة اللاعبين فنياً , وكأنه يريد أن يجعل من الاحتراف ثقافة ترافق اللاعب طوال مشواره الرياضي وليست رفاهية وسهر وسفر ومشاكل وأعذار ! لقد عمل الكثير , لدرجة أني كدت أنسى أن أذكر لكم الآن أنه هو من بنى أفخم وأرقى منشأة للفئات السنية بنادي النصر ربما على مستوى الشرق الأوسط , وقدمها هدية للنصراويين , تحتوي على معسكر يضم كل شئ , إضافة إلى خمس ملاعب كرة قدم ! ولا يزال الرجل يقدم الكثير سوى صورته واسمه الحقيقي , حتى غادر النصر قبل أيام , بعد أن عملت الإدارة على تطفيشه أيضاً في عدة محاولات كان يقودها سلمان القريني بكل أنانية ولامبالاة بمصلحة الكيان , وإن كان قد اعتذر الداعم كرماً منه بمواصة دراساته العليا خارج المملكة ! الجدير بالذكر أن الجماهير النصراوية لم تعرف حتى اسمه سوى في لقاء صحفي نشرته جريدة عكاظ هذا الأسبوع للإداري النصراوي فهد المفيريج والذي كشف عنه تزامناً مع تحقيق ناشئي النصر لبطولة الدوري , والذين أظنهم سيقدمونها لوالدهم الروحي كهدية وفاء ووداع ! باسم الكرة السعودية عموماً .. والنصراوية خصوصاً .. شكراً للدكتور ( أيمن باحاذق ) ! [email protected]