من خلال التصريح الإعلامي الرزين لرئيس نادي الوحدة الأستاذ سلطان أزهر بعد الفوز الثمين على النادي الأهلي بجدة. تتضح في الغالب شخصية مجلس إدارة النادي المكي في هذه الفترة الحالية من حيث الهدوء،والتأني، والاتزان فضلا عن التحلي بالذوق، والرقي. وهي إدارة شابة ذات ملامح متميزة حيث الملاحظ أن عملها يسير وفق وتيرة منظمة، ومرتبة، وبخطة استراتيجية. وبهذا التوجه الجديد، وبهذا النظام الحديث تكون الإدارة بالفعل قد فاجأت محبي الكيان وإن كان للضرورة الملحة بنظام مؤسساتي جديد لايقبل التدخل الفردي، أو حتى الجماعي،كما لايقبل التصرف المزاجي بأي حال من الأحوال. وهي بذلك تضع حدا فاصلا لسنوات مضت من الفوضى المزعجة، والعشوائية المتعمدة، والتدخلات غير المقبولة والتي دفع ثمنها النادي العريق للأسف. وفي المقابل لم تكابر أبدا هذه الإدارة الوحداوية الشابة؛ بالاستماع للآراء الفنية للمختصين أصحاب النظرة المهنية البحتة. وهم ممن قدموا النصيحة الصادقة بعيدا عن الأهواء الخاصة،والمكاسب الشخصية. وفي الوقت نفسه عالجت الإدارة كل الملاحظات القائمة على أساس منهج عملي فني، وليس بناء على عواطف جارفة. فقد كان الخلل واضح في مراكز الفريق وبالأخص في مركز الدفاع. فكانت النتيجة الإيجابية الانتصار الثمين. ورب ضارة نافعة فتعثر الفريق في بداية الدوري أفضل بكثير من التعثر في منتصفه أو آخره. وحقيقة يتبقى نقطة هامة جدا لمجلس الإدارة، واللاعبين، والجماهير بنسيان أفراح الانتصار الأخير والبدء بالتفكير للمباريات المقبلة، كما يتوجب علي الجميع أن لايكون لأي خسارة صخب، أوتضجر. فالفوز، والخسارة من طبيعة كرة القدم ،ولكن بشرط المستوى اللائق، والمشرف. إن من المأمول من هذه الإدارة الوحداوية الواعدة الاستمرار في النهج الإداري المتميز،والعمل الجماعي الدؤوب، دون الالتفات تماما لكل اسم فاشل، أوصوت زائف،أورأي محبط فيكفي معاناة الجماهير الوحداوية كل السنين الماضية. وما أقدمت عليه الإدارة مؤخرا من التعاقد مع المدرب كارينو إلا خطوة نحو الأمام؛ فى سبيل الارتقاء الفني بمستوى الفريق الأول. فقد سبق لهذا المدرب كما هو معروف خوض التجربة في الدوري السعودي وتحقيق إنجازات ذهبية. أما عن المحبين الوحداويين فالمرجو منهم مزيدا من الدعم، والمساندة للكيان الأحمر، وبالتالي لهذه الإدارة الواعدة، والتي تستحق التقدير، والثناء مع أهمية عدم الاستعجال في المطالبة بتحقيق بطولات. فالأهم من البطولات هو استدعاء أدواتها من زرع ثقافة الانتصارات في أذهان اللاعبين، والثقة في النفس، ووجود الدافعية، والتركيز، مع توفر الإمكانيات المادية، والفنية معا. على كل حال نحن أمام إدارة طموحة سنصفق لها كثيرا. ومن باب التفاؤل الكبير لعل حلمنا الجميل يتحقق معها في المستقبل القريب بإذن الله.