استطاع كتاب ( نادي الوحدة ) أن يُحرك المياه الراكدة فيما يخص التأريخ الرياضي، بما أثبته بالوثائق والتحليل، من أن كثيراً من مرويات وحكايات تأريخنا الرياضي ما هي إلا اختلاق لا أساس لها من الواقع، أو حورت عن واقعها وحُرفت بعيداً عن سياقها الصحيح لخلق واقع جديد يناسب ميول من كتب أو اختلق تلك القصص. الكتاب الذي استطاع تحريك المياه الراكدة منذ صدوره وانتشاره، لم يستطع حتى الآن تحريك جهة الاختصاص، وهي هنا الهيئة العامة للرياضة، إذ أن محتوى ذلك الكاب يقع ضمن مسئولياتها، بما أنها الجهة المسئولة عن الرياضة، وهي الجهة المعنية بتدوين التأريخ، والتأكد من صحة كل ما كتب عن التأريخ الرياضي سابقاً، وما سيكتب عنه لاحقاً. كان حرياً بالهيئة العامة للرياضة أن تتحرك وتشكل لجنة للتحقق مما ورد في كتاب ( نادي الوحدة ) والاطلاع على ما ورد به من وثائق وشهادات وتحليلات، ومن ثم تصحيح ما ثبت كذبه، وكشف المزور منه، واتخاذ القرارات الحازمة لتدوين التأريخ الصحيح، ولو أدى ذلك إلى إتلاف وحرق جميع الكتب والموسوعات المليئة بحكايات ومرويات لا أصل لها، أو حُرّفت عن مقصودها، لاسيما وأن كتاب نادي الوحدة قد أثبت عدم اتباع تلك الكتب والموسوعات للمنهج العلمي في كتابة الأحداث التاريخية الرياضية. إن كان عدم تحرك الهيئة العامة للرياضة حتى الآن، بسبب انتظارها لإدارة نادي الوحدة رفع طلب تعديل تأريخ النادي، فهو انتظار في غير محلة، وقرار خاطئ، فإدارة الوحدة وعلى ما يبدو ليس لديها رغبة الرفع بذلك، وبما أن الموضوع لا يخص نادي الوحدة وحده، ولكن يخص تأريخ رياضة وطن في المقام الأول، وبما أن تأريخ الرياضة هو جزء من تأريخ هذا الكيان الشامخ المملكة العربية السعودية، فإن تحرك الهيئة العامة، هو واجب وطني، وإحساس بالمسئولية. نتمنى تحركاً عاجلاً ومثمراً من الهيئة العامة للرياضة، يتم من خلاله تصحيح التأريخ الرياضي، وتنقيته مما أُلحق به من مرويات وحكايات غير صحيحة، وتدوين التأريخ الرياضي الصحيح الخالي من الشوائب في كتابٍ رسميٍ، يُطبع بعدة لغاتٍ، ويصبح مرجعاً للعرب والعجم، وكل من أراد استقاء المعلومات الصحيحة، بعيداً عن كتب وموسوعات مشجعي الأندية. همسة: أكتبوا التأريخ، قبل أن يكتبكم..