يعتبر الإسلام دين الفطرة و الخير والوسطية , فقد حث البشرية على الخير كله , وحذرها من الشر كله كانت أقوالا أو أفعالا , و منها الإسراف وهو مجاوزة الحد في ميادين الحياة. وهو صفة سلوكية ممقوتة وهو التبذير عامة وصرف المال لغير مستحقّيه وفي غير محلّه، أو في غير طاعة الله . و قد نهى الإسلام عن التبذير, قال تعالى: ﴿ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً ﴾, الإسراء . بل وحث الإسلام على التوسط و الاعتدال في جميع ميادين الحياة, قال تعالى: ( وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً ), الفرقان.و الإسراف مرتبطٌ بجوانب الحياة المادية والمعنوية, وله صور كثيرة كالإسراف في المسكن والمأكل والمشرب والملبس والتقليد الأعمى وحبّ المباهاة للآخرين في السفر والسياحة,والغفلة عن الله تعالى, فينشأ الجشع في المجتمع,والإسراف مرض اجتماعي وداء خطير ينجم عنه الكثير من الآثار السيئة كالمفاسد الدينية والدنيوية المختلفة التي تؤثر على الأفراد و الأسر و المجتمعات , , و تمزق الروابط الأسرية والاجتماعية, و تزيد في التفاوت بين فئات المجتمع , و يجلب للمجتمع الشر و الآثام والهموم, والأمراض الاجتماعية كالسرقة والتسول و انتشار الأمراض ,وحلول النقم والمصائب, والله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم. فهذا مريض يتألم وذاك فقير يكابد الجوع وهذا يتيم يبكي وذاك عجوز مسِنّ وتلك أرملة لا يعلم حالهم إلا الله! فينبغي تكاتف الجهود والنصيحة لله. قال صلى الله عليه وسلم قال ( الدين النصيحة ثلاثا قلنا: لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) رواه مسلم. و يقول صلى الله عليه وسلم قال ( أَلا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ أَلا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِ) متفق عليه.