السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نشرت صحيفة الجزيرة في عددها رقم 15540 في 27-6-1436ه تحت عنوان (سمو أمير الرياض يقول: الجمعيات الخيرية في مجتمعنا ثقافة إسلامية أصيلة.. وسماحة المفتي يقول: ابتُلينا بالمناسبات التي تفيض نعمها وما يرمى أمر خطير وما تقوم به الجمعيات الخيرية عمل صالح). وتعليقاً عليه أقول: إن الإسراف والتبذير وإهانة وهدر نعم الله في ولائم الحفلات والزواجات أمر مرفوض ومنهي عنه في كتاب الله وسُنة نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -. قال تعالى: وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّه لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) سورة الأعراف. وقال تعالى: وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَة إلى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا (29) سورة الإسراء. وقال: وَالَّذِينَ إذا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67) سورة الفرقان. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا سقطت لقمة أحدكم فليأخذها ويزيل عنها الأذى ويأكلها ولا يتركها للشيطان». وقال: «إذا توضأ أحدكم فلا يسرف في ماء وضوئه ولو كان على نهر جار». هذه هي تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، فما بالنا نسرف في طعامنا ولا نتقيد بتعاليم ربنا وتوجيه رسولنا. وتعجبني طريقة الحضارم في طعام حفلاتهم وولائم زواجاتهم؛ فهم لا يسرفون فيها، ولا يقترون، ولكن يأخذون الوسط، وينوعون الطعام، ولا يتركون مخلفات وبقايا الطعام، فكل واحد منهم يأخذ قدر حاجته من الطعام، ويتواردون على طاولة الطعام مجموعات وفرادى طوال مدة الحفل، وكل يأخذ على قدره. فيا ليت الجميع يأخذون بهذه الطريقة، ويتركون عادات الإسراف والتبذير. محمد بن عبدالله الفوزان - محافظة الغاظ - ص.ب 39