لن ينسى عشاق كرة القدم حادثة مقتل المدافع الكولومبي اندريس اسكوبار في الأول من يوليو عام 1994م على يد عصابة تُدعى "كارتل ميدلين" والتي ترصدت له بعد خروجه من أحد المطاعم في مدينة ميدلين الكولومبية فوجهت له 12 رصاصة على خلفية الخطأ "الغير مقصود" الذي ارتكبه اللاعب بتسجيله هدفاً في مرمى فريقه – كما جاء في بيان الحكومة الكولومبية آن ذاك – والذي ودّعت على إثره كولومبيا مونديال كأس العالم، قد يبدو للبعض أنها مجرد قصة حزينة وانتهت إلى ما انتهت عليه، لكن الأمر لا يبدو كذلك لدى الكثير من الكولومبيين، خصوصاً إذا ما علمنا أن عصابة كارتل ميدلين تأسست على يد أربعة أشخاص: الأخوين أوتشوا اسكوبار وبابلو اسكوبار-وهما من عائلة اللاعب- وكارلوس ليدر وخوسيه رودريجز، وهذا بالتأكيد يقودنا إلى تساؤل بديهي وعميق، هل كان اللاعب بالفعل ضحية لذاك الهدف !! أم أن الحكومة الكولومبية والمتهمة بالتواطؤ آن ذاك مع عدد من كبار تلك العصابة كانت تخفي سراً كبيراً حول تلك الجريمة، ثم إن التساؤل البديهي الآخر : ما مصلحة تلك العصابة الناشطة في تجارة الأسلحة وتهربب الكوكايين من قتل لاعب كرة قدم !! وهل من المنطق أن نقبل بفكرة أنها ارتكبت تلك الجريمة بدافع حبها وغيرتها على منتخب بلادها !! بالتأكيد لا ، فالأمر يتجاوز بأبعاده حدود المبررات التي ساقتها الحكومة الكولومبية آن ذاك من أجل إخفاء الحقيقة، فهذا اللاعب باختصار وكما يرى الكثير من الكولومبيين كان ضحية لتصفية حسابات قديمة امتدت لسنوات بين أباطرة المخدرات، اشتعل فتيلها بدايةً بين الأخوين أوتشوا وبابلو اسكوبار من جهة وبقية أفراد العصابة من جهة أخرى، وعلى الرغم من هلاك وموت كبار تلك العصابة إلا أن الحرب الخفية بين الفريقين لم تمت، وانتقلت إلى صفوف القادة الجدد لتلك العصابة، حتى جاء ذلك الهدف المشؤوم ليكون مسوغاً تافهاً لجريمة قذرة راحت على إثرها روحٌ بريئة على سبيل الانتقام.