قبل أن تسخر الولاياتالمتحدة جهودها الاستخبارية للقضاء على "ملك المخدرات" بابلو إسكوبار في عقر داره، بعدما استطاع في ثمانينات القرن الماضي تهريب 15 طناً من الكوكايين يومياً إليها، تُظهر صورة التُقطت في عام 1981 تاجر المخدرات الكولومبي واقفاً إلى جانب ابنه أمام البيت الأبيض، فيما كانت السلطات الاميركية تبحث عنه في كولومبيا. وكان رئيس عصابة ميدلين للمخدرات تمكن في أوج قوته من إنشاء منظومة قوية وعصية على السلطات الكولومبية، واكتسب سمعة "روبن هود" بين المواطنيين الفقراء، إذ خصص لهم جزءاً من تجارته التي بلغت نحو 60 بليون دولار، وظهر وكأنه يأخذ الأموال من الأغنياء ويعطيها إلى البسطاء. واشتهر إسكوبار، الذي زودت عصابته في أوج قوتها السوق العالمية بنحو 80 في المئة من الكوكايين، وجنت نحو 420 مليون دولار اسبوعياً، باستراتيجية "بلاتا أو بلومبو" التي خيّرت المتعاملين معه كافة بين الرشوة والموت. ومع غزو المخدرات التي كان يهربها إسكوبار إلى الولاياتالمتحدة من طريق ابتكاره طرقاً مبتكرة لم تسلك من قبل، إضافة إلى استشراء الفساد في مفاصل الدولة الكولومبية، بدأت السلطات الأميركية بالتعاون مع نظيرتها الكولومبية المهمة الصعبة للقضاء على "بارون المخدرات". وفشلت محاولات كولومبيا في السيطرة على إسكوبار، إلى حين قبولها بتسوية سلم على أثرها نفسه لقاء شروط، أبرزها بناء سجن خاص به يديره هو ولا تدخله الشرطة. ولم يوقف إسكوبار عمله، إذ قاد عمليات العصابة من داخل السجن. لكن غيابه عن الساحة أدى إلى بروز عصابات المخدرات المنافسة، إضافة إلى ارتفاع التنسيق بين عملاء الولاياتالمتحدة السريين وبعض أفراد الشرطة الكولومبية بهدف القضاء عليه. وفي عام 1993، أسفر التعاون بين الولاياتالمتحدة والسلطات الكولومبية عن مقتل إسكوبار.