لا شك أن من هم من جيلي ومن سبقهم يتذكرون الكلمات التي تقول (وعاوزنا نرجع زي زمان .. قول للزمان « ارجع يا زمان «) ولا أدري لماذا قفزت هذه الكلمات في ذاكرتي ؟ ، ربما لأن هذه الكلمات لها علاقة بالحدث التاريخي الذي سيقام يوم بعد غدٍ الجمعة ، فالزمن يرجع للوراء ثمانية وثلاثون عاماً ونادي الوحدة العريق يعود للنهائيات مرة أخرى ليعيد لنا ذلك الماضي المكي الجميل بكل ما فيه ويذكرنا بتلك اللحمة الرائعة بين كافة الأطياف المكية والوحداوية ، لم يكن في ذلك الزمن النموذجي نزاعات أو خلافات أو (فئوية) فالجميع في مكةالمكرمة أصدقاء وأصهار وجيران ، فلا تجد أحداً يتحدث أو يتعامل بفوقية أو (غطرسة) فالجميع على قلب رجلٍ واحد ، يعطف القوي على الضعيف ويحترم الصغير الكبير ويرحم الكبير الصغير ويحفظ الجار جاره في نفسه وماله وعرضه بغض النظر عن كونه من عائلة من أو من قبيلة من ؟ ، فالكل في ذلك الزمن يبغض لغة التعالي و(العنجهية) ويعيب على من يصدر منه هذا التصرف الذميم ، فهم في ذلك الوقت يدركون حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه في صحيح مسلم (رقم 2584) الذي قال (كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة . فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار . فقال الأنصاري : يا للأنصار ! وقال المهاجري : يا للمهاجرين ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم . « ما بال دعوى الجاهلية ؟ « قالوا : يا رسول الله ! كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار . فقال « دعوها . فإنها منتنة ... الحديث) ، لذلك كان التوفيق حليفهم والنجاح نتاجهم وغيرها بالتأكيد من الأخلاقيات الحسنة التي أمر بها المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ، ومن هذا المنطلق أرى أنّ وصول فرسان مكة لنهائي بطولة ولي العهد الذي ستحتضنه مكةالمكرمة أمام الزعيم يعد بعد توفيق الله عز وجل لحظة (استعادة للزمن) يستطيع فرسان مكة بعد توفيق الله أن يقولوا للزمان (ارجع يا زمان) وعودي يا إنجازات زمان ، لكن يظل السؤال كيف يمكنهم ذلك ؟ وكيف يستطيعون تقديم ملحمة كروية مع شقيقهم الهلال تليق بسمعة الكرة السعودية ، من وجهة نظري المتواضعة أن ذلك بالإمكان بإذن الله متى ما أستطاع الفرسان أن يثقوا في أنفسهم من دون إفراط وفي قدراتهم إمكانياتهم الفنية وبالتخطيط السليم وتعطيل مفاتيح اللعب للفريق المقابل ، كما أنهم يثقوا بأنه لا تستطيع قوة بإذن الله أن تقف في وجه (الإرادة الحديدية) متى ما حضرت وحضر معها العمل الجاد والتركيز التام وقبلها بلا شك مشيئة الله تعالى ، فالحضور الذهني للاعبين مطلب أساسي فإن غابت أذهانهم تبخرت أحلامهم فالحذر الحذر ، وعودة إنجازات السابق تحتاج كذلك لعودة (التلاحم المكي السابق) ، فالتحزبات والاختلافات والفئوية الملموسة بين الأطياف المكية في الوقت الحاضر يجب أن تنتهي إن أراد المكيّون إعادة صياغة التاريخ مرةً أخرى فيد الله مع الجماعة ، والله تعالى يقول ( وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) ، ولهذا أقول بأنه قد آن الأوان لعودة (أهل مكة زمان) بتواددهم وتلاحمهم لتعود بإذن الله وحدة زمان ، وليعذرني الهلاليون على مقالي هذا لأنني أكاد أجزم أنه ليس الوحداويون أوالمكيّون فقط من يتمنون أن يحقق الفرسان كأس البطولة فحسب ، بل معظم الرياضيين في المملكة العربية السعودية يتمنوها (وحداوية) وربما بعض الهلاليين أيضاً . على الهامش : لا يزال الشرقي القديم (إعلامياً) يحاول يائساً وواهماً أن يتعدّى على مشاعر الوحداويين وينتقص منهم في كل (ساقطة ولاقطة) ولكن هيهات ، فهرطقته في برنامج الجولة يوم السبت الماضي وتهكمه (الواضح للأعمى) على الوحدة والوحداويين ليس له من تفسير منطقي سوى أنه ربما يعاني من (داء الوحدة) ، وربما ترجع أسباب هذا الداء أيضاً (وأقول ربما) لكون الوحداويون لم (يعطوه وجه) منذ بداية حياته الإعلامية وحتى الآن ، وربما لأنه يجعل من مبدأ (خالف تعرف) ديدناً له ، وربما يستكثر على الوحدة صاحب الإمكانات المادية الضئيلة جداً وصولها للنهائي في إحدى المسابقات المحلية هذا العام في الوقت الذي لم يحقق ناديه بإمكاناته المادية الهائلة أي إنجاز ، فلذلك أصبح حانقاً على الوحداويين أشد الحنق ، فتراه يتشنج لمجرد ذكر اسم نادي الوحدة وقد تصيبه حالة (أرتيكاريا) عندما تأتي سيرة الوحدة كما حدث في حلقة برنامج الجولة حين سأله وليد الفراج عن نادي الوحدة فأفرغ ما بداخله من هراء وسخافة تجاه مؤسس كرة القدم السعودية نادي الوحدة العريق.