هيبة الملك وسلطان الشريعة وسماحة الوالد وحنو الأخ وصدق اللهجة وبهاء العبارة ذلك خطاب خادم الحرمين الشريفين حفظه الله الذي ألقاه في مجلس الشورى يوم الأحد الماضي. ودون أن يتكلف قارئ مؤونة الاستنباط لمعاني الخطاب ودلالته يظهر له بجلاء ثوابت السياسة السعودية وأسس الرؤية الوسطية للقضايا المعاصرة والتوصيات النافعة في معالجتها. فمما نقرأه في خطابه: 1 - إن الشريعة هي الحاكمة المحكمة في بلادنا يتشرف أئمتنا من آل سعود بتحكيمها والتحاكم إليها في قضايا الوطن عالمين بأن طاعة الله ورسوله وتحكيم شرع الله أساس ومقوم كل توفيق وتمكين ونصر قال الله سبحانه «الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور». 2 - لقد كفلت الشريعة للمرأة كرامتها وقدرها وحفظت حقوقها فكان الكيان السعودي الدائم الزاهر بإذن الله قائما بحمل رسالة الإسلام والتي من تعاليمها ما أشرنا إليه من إعطاء المرأة حقوقها والإذن لها بممارسة دورها فكانت إرادة خادم الحرمين بالإذن للمرأة بالمشاركة بالشورى السديدة في صنع القرار. 3 - إن قوة المجتمع السعودي تنبثق من عنايته بثوابت من أبرزها تراحمه وتعاضده بالحق ونبذه الفرقة بشتى صورها وأن روح اللحمة تنبثق من طاعة الله ورسوله والعمل بتعاليم هذا الدين الذي أمر بنبذ كل دعوى جاهلية. إن كل حاكم رشيد وكل مجتمع قويم يرتسم هدي رسول الله في اجتثاث كل دعوى باطلة روى الشيخان واللفظ لمسلم عن جابر بن عبدالله قال «كنا مع النبى صلى الله عليه وسلم فى غزاة فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال الأنصارى يا للأنصار وقال المهاجري يا للمهاجرين. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما بال دعوى الجاهلية». قالوا يا رسول الله كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار. فقال « دعوها فإنها منتنة ». 4 - إن الحوار والدعوة الوسطية سبيل صلاح المجتمعات فكم بالحوار تجلو عن نفوس أناس شبهات اجتالتهم عن الحق زمانا مديدا. 5 - إن السلطان أول المكلفين من الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فالإمام مناط به در الفتن والأخذ على أيدي المكابرين والحسبة وتنفيذ أحكام الله. 6 - إن الديار السعودية تضم في جنباتها علماء ربانيين كثرا ينتهجون الوسطية ويدركون مقتضى الحال وواقع الناس فيستلهمون من هدي الشريعة فتاوى يصلح به حال العباد ومآلهم. 7 - إن هذه البلاد فيها من الحرية الفكرية والثقافية والسياسية ما يكفل للفرد مشاركة فاعلة بالرأي الموفق في صنع القرار وأن هذه الحرية تتحقق لكل مواطن بضابطين أولهما أن لا يعتدي ويضر بغيره والثاني أن لا يكون رأيه مخالفا الهدي الشريعة، وهذا ما أرشد إليه الملك المفدى. * المشرف العام على الدعوة والإرشاد في المدينةالمنورة [email protected]