في خطابه المطبوخ بالمراوغات والإفلات من صوت الحق والذي ألقاه في يوم الجمعة 21 يوليو 2017، كشف أمير دولة قطر تميم بن حمد مدى الارتباك الواضح والانكسار الكبير الذي يعيشه، وهو الذي تجلّى من خلال عباراته التي حاولت عبثًا في تصوير الأزمة على أساس أنها حصار جائر لبلاده، متغافلًا عن الدور التخريبي لحكومته في دول مجلس التعاون الخليجي والمنطقة العربية، وانغماسها في السلوك العدواني منذ عقود، ودعم الإرهاب وتمويل التنظيمات الإرهابية. لا يمكن اعتبار خطاب تميم إلا كونه انهزاميًا استجدائيًا، يعكس مدى حجم تخبطاته، بسب سياساته العبثية التي أدت إلى انعزال قطر عن المجتمع الخليجي والعربي والعالمي، ووصولها لهذه المرحلة البائسة، وذلك لأن تميم قطر أوغل في مساعدة الإرهابيين والمخربين للعبث بالمنطقة، وتسهيل مهماتهم بشكل سري وتحت غطاء حكومي لحماية تحركاتهم، مما اضطر الدول الرباعية الداعمة لمكافحة الإرهاب لقطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة، تأديبًا لهذا النظام المارق الذي ما فتأ يدعم الأنظمة الإرهابية وينكث بالمواثيق والعهود. لغة جسد تميم وهو يلقي الخطاب كشفت بجلاء إحباطه وتناقضاته وبؤسه وانهزاميته، ولعل الوقائع الدامغة تدحض ما قاله تميم، فهو الذي نكث بالمواثيق والعهود الذي وقعها في السابق وضرب بها عرض الحائط، وهو الذي وضع العقبات أمام الوساطة الكويتية بعد تسريبه لقائمة ال 13 مطلبًا التي قدمتها الدول الرباعية الداعمة لمكافحة الإرهاب، وعندما يتحدث تميم عن السيادة فهو حتمًا يعيش مرحلة التيه والتوهان، كونه باع السيادة للفرس، ولمليشيات سليماني الطائفية، وللإخوان المسلمين. لقد تآمر تميم على الدول الخليجية والعربية وطعن جيرانه في الظهر، ولقد تيقّنا تمامًا من خلال خطابه الاستجدائي ومحاولته لبس ثوب المظلومية، أنه لم يعد يملك أوراقًا، بل إنه حرق آخر ورقة كان يمكن أن يحكّم فيها عقله وضميره، ويعود إلى جادة الصواب، إلا أنه للأسف الشديد فقد صوابه وغدر بشعبه الذي نحبه ويحبنا ولا يمكن أن نتركه بمفرده بسبب أخطاء نظامه القاتلة، والتي سيدفع تميم ثمنها غاليًا. تويتر AliMelibari@