حطم برنامج إرسال كل القواعد والأرقام عندما نجح في انتزاع الإعجاب وكسب ثقة المتابع ولم يجني هذا المركز المتقدم في ترتيب البرامج بسبب شهرة مذيع أو توقيت إعلاني أو حتى بسبب تبجيل وهمي بل لأنه اعتمد على محورين مهمة جداً لأي وسيلة إعلامية تبحث عن مكان لها في قلوب المتابعين. وعنصري الإبداع السحرية في إرسال كانت مفقودة أو مغيبة في كثير من البرامج وهما : الحرية والحقيقة. فالحرية إحدى أهم مقومات النجاح كسب الثقة واحترام الرأي الآخر وتمثل ذلك في الهامش الكبير الذي يمنحه برنامج إرسال لجميع الجهات لتتحدث دون قيود أو ضغوط فيما كانت الحقيقة دائما حاضرة ولم تغيب كما يحدث مع غيره من البرامج التي ترفض الرأي الآخر سواء كان صائباً ام خاطئاً. ومن ابرز أسباب التأثير الإعلامي هو كسب الثقة والمتابعة الشغوفة كما يحدث مع إرسال فلم تكن الأخبار التي يغطيها البرنامج هي العامل الحاسم فقط رغم أنه يغنيك عن متابعة كل ما ينشر عبر الصحف لكن طريقة تعاطي البرنامج مع تلك الأحداث والأخبار يجعل منه منبرا متفرداً في التغطية الإعلامية. وحظي البرنامج أيضا بمصادر خاصة وعلاقات عامه مكنته من التواصل مع كافة الأطراف والجهات ذات العلاقة مما جعل الصورة تظهر كاملة. أما فيما يختص بالحقيقة فتعريفها في الإعلام ليس مجرد جملة : الواقع ولا شيء غيره بل إن بعض الأوصياء على الإعلام يرون الحقيقة فيما يتوافق مع ميولهم وانتماءهم ويرفضون الرأي المختلف رغم أن هذا الرأي سواء كان مصيباً أو خاطئاً يبقى وجوده حقيقة ثابتة من الحقائق التي رفضها البعض. المتابع بشكل عام يريد أن يسمع كل الآراء وكل التوجهات دون أن يطغى رأي على الآخر وهذا يترك الحكم في ميدان المشاهد مما يجعله شريكاً في التفاعل الإعلامي وليس مجرد متلقي لما يبث سواء كان يغطي الحقيقة أو يخفيها. هذا التميز لبرنامج إرسال أزعج البعض بل وحاول آخرون أن يملوا سياستهم الخاصة على البرنامج وهو الأمر الذي وجد رداً حاسماً من هيئة إرسال الإعلامية ليؤكد البرنامج على حقائق عدة ومن أهمها أن الضغوط للتأثير على الوسائل الإعلامية حقيقة ماثلة ومعاناة موجودة ، وحقيقة أخرى تتمثل في أن بعض البرامج قد ترضخ لمثل هذه الضغوط طالما كان هناك من يرغب في فرض سياسته وتجاهل استقلالية وحرية القائمين على تلك البرامج. ومن الحقائق الأخرى التي نجح إرسال في إظهارها على السطح الإعلامي تلك المتمثلة في الموهبة والفكرة والخبرة بل ونجح البرنامج في تقديم عدة وجوه إعلامية كان لها حضوراً رائعاً ومميزاً على المستوى الصحفي والإعلامي. كما اثبت البرنامج أن الخبر وحده ليس الجدير بالاهتمام بل أن ما وراء الخبر شكّل مادة إعلامية متميزة تناقش على طاولة إرسال بمهنية عالية. ومن حقائق الإعلام التي سطرها إرسال أن المصداقية والدقة والاحترافية تصنع الفارق وتؤثر بشكل كبير في أطياف المجتمع الرياضي وتجد قبولاً مطلقاً لأنها تحترم المشاهد وتتعامل مع الأحداث وليس مع الألوان. وإذا كان الأمير تركي بن سلطان نجح في تطوير القناة الرياضية بشكل شامل وأحدث نقلة نوعية في برامج القناة فإن برنامج إرسال وبجهود رئيس التحرير محمد النجيري والفريق الذي يعمل معه وفريق التقديم المكون من الثنائي بندر وعلي الشهري نجحوا بامتياز في فرض واقع جديد أضاف للقناة الرياضية رونقاً خاصاً وحضوراً براقاً أعاد الأمل في البرامج المحلية بعد أن شهدت البرامج الخليجية تفوقاً ملحوظاً في الفترة الأخيرة.