لم تمنع المعارك في ليبيا مواجهة منتخبها الأول لكرة القدم لمنتخب جزر القمر، الاثنين 28-03-2011، في العاصمة المالية باماكو ضمن مباريات المجموعة الثالثة للتصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الإفريقية التي تقام في كل من غينيا الاستوائية والغابون العام المقبل. وكان من المفترض أن تقام المباراة في بداية الأسبوع الجاري في العاصمة الليبية طرابلس، لكن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) قرر نقلها إلى مالي، في وقت استبق البرازيلي ماركوس باكيتا مدرب المنتخب الليبي لاعبيه ووصل إلى باماكو قادماً من بلاده لقيادة الفريق في المباراة. وخاض لاعبو المنتخب تدريبات مكثفة خلال الأيام الماضية في طرابلس، وسط غياب لاعبين مهمين من مدن الشرق الليبي الذي بات في قبضة الثوار، بينما غاب الساعدي القذافي رئيس اتحاد الكرة واللاعب السابق بالمنتخب عن المشهد ولم يُلاحظ أي اهتمام منه بالمنتخب بعدما ارتدى البزّة العسكرية وانضم لوالده في "باب العزيزية". ورغم مطالبات نسبة كبيرة من جماهير الكرة الليبية بتأجيل المباراة بسبب الظروف الحالية، فإن اتحاد الكرة رفض الاستجابة، وبدا حريصاً على إقامة المباراة في موعدها، رغم أنه أيضاً يفتقد أكثر من لاعب مؤثر ويحق له طلب التأجيل دون أي عقوبات من الاتحاد الإفريقي للعبة. ويرى مراقبون أن هذا الحرص من الاتحاد الليبي يأتي في ظل المساعي المستمرة من نظام العقيد معمر القذافي لإظهار أن الأمور تسير بشكل اعتيادي في ليبيا، وكرسالة منه للمجتمع الدولي بأنه لايزال قائماً، وأن العلم "الأخضر" يُرفع في المحافل القارية دون أي مشاكل. بحسب مانشرته العربية نت امس الاثنين. وجاء الإعلان عن تشكيلة المنتخب المدعوّة للمباراة عبر القناة الليبية الرياضية، التي أذاعت أسماء اللاعبين، في وقت كان المدرب باكيتا يتواجد في البرازيل فاقداً الاتصال باتحاد الكرة. وفاجأت "ليبيا الرياضية" المتابعين، الخميس الماضي، وبثت عبر شاشتها شريطاً دعت من خلاله "اللاعبين المدعوين لمنتخب ليبيا الأول للقدوم إلى ملعب الحادي عشر من يونيو بطرابلس استعداداً للاستحقاقات الدولية القادمة". وفي اليوم التالي نفى باكيتا أن يكون هو من أعلن التشكيلة، وقال لوسائل الإعلام البرازيلية إنه تلقى فقط اتصالاً من مسؤولين بالاتحاد طالبوه فيه بالحضور إلى مالي لقيادة المنتخب أمام جزر القمر. ويعتبر الساعدي القذافي المسؤول الأول عن كرة القدم في البلاد، وتمكّن من كسب ولاء بعض لاعبيه الذين مازالوا يدافعون لحد الآن عن نظام العقيد. ولعل أبرز التصريحات التي أثارت صدمة في الأوساط الكروية في ليبيا وخارجها، تلك التي صدرت عن طارق التائب نجم المنتخب وأحد أبرز المواهب في ليبيا، والتي وصف فيها شهداء المنطقة الشرقية أثناء القصف من كتائب القذافي بأنهم "كلاب ضالة ومخربون وحفنة من العصابات الذين يريدون إحداث زوبعة في البلاد". ووصف التائب - في مداخلة هاتفية مع القناة الليبية الرياضية - علمَ الاستقلال - الذي رفعه الثوار- بأنه علمٌ قديم من العصر البائد، وهو يشابه علم دولة موزمبيق الحالي، مستنكراً العودة للعلم القديم وتجاهل العلم الأخضر. وشكّك نجم الهلال والشباب السعوديين السابق في نوايا المجلس الوطني الانتقالي الذي تأسس في بنغازي، مشيراً إلى أن المجلس لا يستطيع توفير متطلبات وإمكانيات كافة الليبيين وتحقيق آمال الشعب بكافة شرائحه. وأشار التائب إلى أن رئيس المجلس مصطفى عبدالجليل لا يمكن مقارنته بالعقيد القذافي الذي حكم شعبه لمدة 42 عاماً متواصلة، مبدياً حماساً شديداً خلال المداخلة بالقول: "لا أتصور نفسي أدخل إلى أرضية الملعب، ولا أجد راية البلاد الخضراء في المدرجات".