فاز المنتخب الليبي على نظيره الموزمبيقى في أول مباراة يجريها منذ انهيار نظام العقيد معمر القذافي، ولأول مرة يتم التعليق على المباراة بأسماء اللاعبين وليس بأرقامهم كما كان أيام القذافي. وكان القذافي قد منع التعليق على اللاعبين بأسمائهم منذ عهد اللاعب الليبي المشهور فوزي العيساوي الذي كان من أبرز اللاعبين الليبيين، وأكثرهم موهبة لدرجة جعلت الكثير من الأندية والفرق الأوروبية تسعى للتعاقد معه، وكان الشعب الليبي يحبه حد العشق ومن شدة إعجاب الليبيين به وضعوا الأغاني الشعبية التي تتغنى به وبانجازاته وكان من ذلك أغنية اشتهرت جدا في كافة أرجاء ليبيا وتغنى في الأعراس والأفراح الشعبية تقول مقدمتها “فوزي يا عشرة البلاد” حيث كان اللاعب يرتدي الفانيلة رقم 10. وذات عرس سمع القذافي بالأغنية فسأل زبانيته من هذا فوزي عشرة البلاد؟ فأخبروه عنه، وهنا جن جنون العقيد، كيف يوجد “عشرة البلاد” غيره، وكيف يوجد من يحبه الشعب، ويؤلف الأغاني من أجله غيره. فكان أن منع العقيد الأغنية، وظهر في التلفزيون الليبي بعدها وهو يلعب كرة القدم وأمر زبانيته بترويج لقب “الرياضي الأول” عنه فصار القذافي هو الرياضي الأول في الجماهيرية العظمى من أقصاها لأقصاها بقرار لم يجرؤ على اتخاذ مثله قراقوش في زمانه. والأدهى من ذلك أنه تسلط على اللاعب، ومنعه من الاحتراف ولاحقه في كل مكان، يقول فوزي الديماسي نفسه عن هذه الفترة في مقابلة اجرتها معه صحيفة المشهد الليبي بعد انطلاق الثورة : “أنه عندما كان متواجدا مع المنتخب في تصفيات كأس العالم 79 تم معاقبتي لمدة عام في لقاء غامبيا لأن المعاملة لم تعجبني والطريقة التي تعرضنا لها ليست بالجيدة وقدمت اعتذاري لكنه رفض،وخرجت من المعسكر التدريبي ورجعت للبيت وسلطت علي عقوبة عام واحد”، فقد كان القذافي لا يحب أن يمتلك أحد شعبية كبيرة أو ان يصبح مشهورا داخل الوسط الرياضي أو أي مجال آخر ولا يريد لأحد من الشعب الليبي أن يظهر اسمه على المستوى العالمي”. تجدر الإشارة أن ليبيا تحتل المركز الثاني في مجموعتها ب8 نقاط وبفارق نقطة واحدة خلف زامبيا التي تلتقي جزر القمر، وتأتي موزمبيق في المركز الثالث بأربع نقاط، بينما تتذيل جزر القمر المجموعة بنقطة واحدة. يشار إلى أن المباراة جرت على ملعب بتروسبورت في القاهرة بناء على رغبة الجانب الليبي صاحب الضيافة الذي كان يلعب مبارياته السابقة في التصفيات في العاصمة المالية باماكو.