قبل فترة طويلة، قرر عبدالإله أمين نظيف دخول سوق العمل عبر أحد المحال في بيع وصيانة أجهزة الجوالات، نظير حبه لهذا المجال ورغبته في استثمار شغفه، فرسم أحلامه التي يهدف للوصول إليها عبر عمله ذلك، إلا أنه اصطدم سيطرة العمالة الوافدة على السوق في تلك الفترة، والتي لم تكن ترحب بالكوادر الوطنية خوفا من كسب ثقة العملاء وسحب البساط من تحتهم، ما دفع بعبدالإله إلى الخروج من السوق عقب أن أصابه اليأس. لكن ثقة عبدالإله وإيمانه بأن اليأس وإن بلغ أشده في وقت ما، فإن بعده يسراً وأملاً لمستقبل مشرق، أعادته إلى سوق العمل عبر نفس القطاع عبر صدور القرار الوزاري القاضي بقصر العمل في قطاع الاتصالات على السعوديين والسعوديات، منتشياً بتواجد أقرانه من أبناء وطنه حوله، معتزا بالمنافسة الشريفة والروح الأخوية بين الشباب من حوله. يقول نظيف" حينما دخلت في الفترة الماضية للسوق، كنت أنا السعودي الوحيد في المكان الذي عملت فيه، لذلك فإن العمالة الوافدة كانت تحاول مضايقة الزبائن الذي يقدمون على متجري باستقطابهم بشتى الوسائل والعروض المغرية، مما اضطرني إلى إغلاق المحل والخروج من السوق، لكني عاودت ممارسة ما أحبه بعد القرار الوزاري الذي وضع حدا لتلك الممارسات، عن طريق قصر العمل في قطاع الاتصالات على السعوديين والسعوديات. ويضيف عبدالإله: "الآن اختلف السوق بالكامل عما كان عليه في السابق، فبعد أن تم توطينه أصبح أكثر راحة لأصحاب العمل والزبائن أيضا, فلم نعد نرى الاحتكار الذي كان عليه السوق, وأصبح العملاء والزبائن يستفيدون من خدمات المحلات بشكل أفضل, كما اختلفت نظرة الآخرين لنا, حيث لم يعد من المستغرب وجود الشاب السعودي في هذا المجال، وهذا بلا شك يزيدنا حماسة للاستمرار بالعمل في هذا المجال، كما أنني أدعو جميع الشباب السعوديين الذين لم يجدو بعد الفرصة الوظيفية المناسبة لهم، بالالتحاق بسوق العمل في قطاع الاتصالات، لأن فيها مكاسب مادية تفوق العروض الوظيفية التي يبحثون عنها، وعوائدها مجزية ومغرية بشكل كبير، كما أن مستقبلها واعد كون هذا القطاع يعتبر قطاعا متجددا ومستمرا طوال أيام العام.