جاء تكريم رواد الرياضة في المنطقة الشرقية، من باب الوفاء لأولئك الذين أعطوا بلا حدود خلال الستينيات وماقبلها من القرن الماضي، لاسيما في لعبة كرة القدم، حيث قام صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية مؤخرا بتكريم 33 شخصية رياضية ساهمت في نهضة الكرة السعودية في تلك الحقبة من الزمان. وقال سموه في الحفل الذي أقيم بهذه المناسبة "إن الوفاء ليس مستغربا من القيادة الرشيدة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز، وسار على نهجه أبناؤه البررة حتى عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله"، مفيدا بأن الوفاء من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، ومن العادات والتقاليد التي تربى عليها الأجيال. تكريم لكل الألعاب وطالب الأمير سعود بن نايف أثناء كلمته بأن يكون التكريم في السنوات المقبلة شاملا كل الألعاب الرياضية وعدم اقتصاره على لعبة كرة القدم فقط، مشيدا بالفكرة، متمنيا أن تعم هذه الفكرة جميع المجالات وليس فقط المجال الرياضي، واصفا في ختام كلمته الرياضة بأنها لغة التخاطب بين الدول، وأنها تجمع حتى المتخاصمين. وكان سموه قد رعى الإثنين الماضي، حفل تكريم رواد الرياضة بالمنطقة "عطاء ووفاء"، حيث بدأ سموه التكريم بالأستاذ فيصل الشهيل لدوره الكبير في خدمة الرياضة بالمنطقة الشرقية، إضافة إلى 33 شخصية رياضية ساهمت في نهضة كرة القدم في المنطقة خلال ستينيات القرن الماضي، وهم: عبدالله فرج الصقر، ومحمد بن عبدالرحمن المرزوق، وصديق جمال الليل، وعبدالله بن عتيق الدوسري «يرحمه الله» وابراهيم بن عبدالعزيز الدوسري «يرحمه الله»، ومحمد بن عبدالعزيز الدوسري، وعبدالله بن يحيى الدوسري، وحسن بن سعد الدوسري، وخليل ابراهيم الزياني، وعبدالله أحمد الغامدي، وحمد بن علي حمادات «يرحمه الله»، وسلطان مبارك بومجيد «يرحمه الله». كما ضمت الشخصيات، محمد بن علي الرويعي، وحمد بن علي الابراهيم «يرحمه الله»، وحمد بن خليفة الدوسري «يرحمه الله»، وجمعان بن هلال الجمعان «يرحمه الله»، وصالح بن عبدالله الحريب «يرحمه الله»، وسالم بن ألماس الدوسري، وعنبر بن سلطان الدوسري «يرحمه الله»، وسالم بن فيروز الدوسري، وعبدالرحمن بن فهد الدوسري «يرحمه الله»، وطامي بن سعد النصار، وعوض بن صالح النوبي، وعبدالرحمن بن ابراهيم البسام «يرحمه الله»، وجعفر بن مكي أسليس، ومنصور بن أحمد سلهام، وسلمان بن صالح السيهاتي، وعبدالله بن عبدالله القصاب «يرحمه الله»، وفهد بن ابراهيم المهدي، وعبدالرحمن بن ابراهيم الخاتم، وعبدالله بن ابراهيم البطاط، وسعد بن محمد السلطان، وخالد بن عبدالوهاب الصويغ. عرفان وتقدير الوطن وقدم رئيس مجلس امناء لجائزة "عطاء ووفاء" عبدالعزيز التركي، شكره وتقديره لسمو أمير المنطقة الشرقية لدعمه اللامحدود الفكرة والمبادرة، وتحويلها من أربع سنوات لكل موسم شاملة جميع الألعاب. وأشاد بكوكبة الرياضيين الذين أسهموا في بناء الصرح الرياضي لهذا البلد المعطاء الكريم، قائلا "هم بمثابة الروّاد الذين بذلوا الكثير من العطاء في تأسيس الرياضة في بداياتها بالمنطقة الشرقية". وأكد بأن المملكة العربية السعودية كريمة بعطائها ووفائها، موضحا أن هناك شواهد تاريخية كثيرة لهذا الوطن العزيز في عرفانه وتقديره لأبنائه المخلصين، ومن بين ذلك تكريم رواد رياضة لكرة القدم في المنطقة الشرقية منذ حقبة الستينات الميلادية وما قبلها. وأوضح أن هذه المبادرة بدأت من قبل مجموعة من أبناء الوطن، بفكرة تكريم روَّاد الرياضة لكرة القدم تزامناً مع كأس العالم كل أربع سنوات، قائلا "أن توجيه سموكم الكريم أبلغ الأثر باحتضان هذا التكريم سنوياً ليشمل جميع الألعاب الرياضية"، شاكرا سموه الكريم بهذا التكريم لرواد الرياضة الأوائل في كرة القدم، وذلك عرفاناً منه لما قدموه في تطوير الحركة الرياضية، ووفاءً من هذا الوطن الحبيب. تحديات وتوجيهات من جانبه، أشاد أمين عام الجائزة الدكتور سامر الحماد، بتوجيهات الأمير سعود بن نايف لدفع واستمرارية الجائزة في السنوات المقبلة، موضحا أن مهمة اللجنة التأسيسية والتنفيذية مليئة بالتحديات، ولكن بفضل الله ثم توجيه سمو الأمير، خلصت اللجنة إلى تقسيم مراحل التكريم إلى حقب زمنية، مدة كل حقبة عشر سنوات تمثل جيلاً كاملاً. وأضاف "لقد وجدنا أن الغالبية العظمى ممن عمل في حقبة الستينات وما قبلها هم بمثابة نجوم ورواد، الأمر الذي دفعنا لوضع معايير استطعنا من خلالها تحديد ثلاثة وثلاثين نجماً رياضياً في كرة القدم عن تلك الحقبة، ممثلين لجميع الرياضيين في كلِّ من الدمام والخبر والقطيف وسيهات والأحساء". وأفاد بأن ذلك تم من خلال لجنة ترشيح أعضاؤها عاصروا تلك الحقبة، ولجنة ترجيح أعضاؤها من مسؤولي الرئاسة العامة لرعاية الشباب عن تلك الحقبة، مضيفا بأن التنافس بين الأسماء التي تم ترشيحها كان كبيراً، وتم اعتماد من حصل على أعلى نسبة من النقاط، مؤكدا أن تكريم تلك الشخصيات هو بمثابة تكريم لجميع رواد رياضة كرة القدم عن حقبة الستينات وما قبلها. ذكريات جميلة من جهة أخرى، ألقى عميد المدربين السعوديين خليل الزياني كلمة الرواد المكرمين، مشيدا برعاية الأمير سعود بن نايف الحفل والصعوبة التي واجهها الرعيل الأول من الرواد لأجل النهضة الرياضية. وقال "أصالة عن نفسي، ونيابة عن زملائي روَّاد الحركة الرياضية لكرة القدم في فترة الستينات وما قبلها، فإني لا أجد الكلمات التي تعبر عن مشاعري تجاه هذا التكريم من وطننا الغالي الذي نحمل له كل حب وإجلال وتقدير". وأضاف "تمر في ذاكرتي خلال هذه اللحظة، ذكريات جميلة، ومواقف كثيرة، تشهد لهؤلاء الرواد مقدار البذل والعطاء الذي قدموه للرياضة في المنطقة الشرقية والوطن الغالي، مؤكدا أن الرياضة حظيت بدعمٍ كبير من القيادة الرشيدة، حيث تم إنشاء العديد من الصروح الرياضية التي يفخر بها المواطن السعودي، والتي كانت المُحَفِّز لتحقيق الإنجازات العظيمة، مثل الحصول على كأس آسيا ثلاث مرات، والتأهل إلى كأس العالم أربع مرات، ودورة الخليج ثلاث مرات، والتأهل إلى أولمبياد لوس أنجلوس. وعبر عن عظيم شرفه في قيام الوطن الغالي بمثل هذا التكريم، ومن شخص عزيز على قلوب الجميع ممثلً بسمو أمير منطقة الشرقية الذي كان أحد لبنات الحركة الرياضية في المملكة، مبديا سعادته بتكريم روَّاد رياضة كرة القدم في المنطقة الشرقية، معربا عن أمله بأن تنطلق مبادرات مشابهة في المناطق الأخرى، وأن يتم الإستفادة من هذه المبادرة من خلال المعايير الدقيقة التي وضعتها اللجنة التنفيذية، وأمانة جائزة "عطاء ووفاء" لروَّاد الرياضة. فكرة الجائزة يذكر أن فكرة هذه الجائزة انطلقت من قبل نخبة من رجال الأعمال و الشخصيات الاجتماعية لتكريم رواد الرياضة ومؤسسيها في المنطقة الشرقية مع بداية عام 2014، حيث قام باحتضان الفكرة الشيخ عبدالعزيز التركي، وأخذ الدكتور سامر الحماد على عاتقه تنفيذ الفكرة بعد أخذ موافقة أمارة المنطقة الشرقية، حيث تم تكوين لجنة تأسيسية و تنفيذية عاملة يرأسها المهندس صلاح الشيخ تتكون من: الاستاذ عبدالله الخالد، المهندس عبدالكريم الخطيب، المحامي حمود الخالدي، الاستاذ خالد العرفج، المهندس محمد الحماد، الاستاذ شاجع آل بالحارث، الاستاذ علي الحميدان، الاستاذ عماد الغصيني. وقد قامت هذه اللجنة بتصميم قوائم الترشيح، ووضع الضوابط والمعايير التي سيتم تحديد أسماء و شخصيات المكرمين عن طريقها، ثم التنسيق مع الجهات المعنية لتكريم الرواد. ونظراً لكون المدة الزمنية من بدايات لعبة كرة القدم وحتى تاريخ اليوم هي فترة زمنية كبيرة، رأت اللجنة تقسيم المدة الزمنية إلى فترات، مدة كل فتره 10 سنوات، بحيث تكون الدورة الأولى لفترة الستينات الميلادية و ما قبلها، ثم تليها فترة السبعينات، ثم الثمانينيات، ثم التسعينات، وهكذا حتى الوصول للفترة الزمنية الحالية، وبذلك يتم تغطية جميع الرواد منذ نشأة كل الرياضات وحتى الفترة الحالية، الأمر الذي تطلب تعيين لجنة ترشيحية و عددهم 5، وهؤلاء إما أن يكونو مدربين أو لاعبين محترفين أو إداريين في المجال الرياضي، ويكمن دورهم في القيام باختيار 30 لاعب كرة قدم بحسب تحديد أمارة المنطقة الشرقية واقتراحاتها، حيث تم اختيار مجموعة من الشخصيات تمثل جميع المحافظات وهم كل من الأستاذ حميد الحسن، والأستاذ أحمد سعد الدوسري، والأستاذ علي فيروز الدوسري، والأستاذ عبدالعزيز الشعيبي، والدكتور عبدالعزيز المصطفى. وقامت اللجنة الترشيحية بتعبئة النماذج، وتحديد اللاعبين المميزين في حقبة الستينات وما قبلها فقط، بحسب المحافظة التي يختص بها، وقدموا هذه النماذج إلى اللجنة، وهي عبارة عن 5 نماذج في كل نموذج مجموعة من الأسماء مرتبة بالأولوية، بما يراه كل شخص من هذه اللجنة على حدة. كما تم تأسيس لجنة ترجيحية مكونه من عبدالله فرج الصقر، ومحمد المرزوق، وصديق جمل الليل، حيث قام كل عضو من هذه اللجنة بملئ 5 نماذج تشمل المحافظات المذكورة، حتى أصبح عدد النماذج 15 نموذجا من قبل لجنة الترجيحات، و5 نماذج من قبل لجنة الترشيحات، بعد ذلك رفعت هذه الأوراق إلى اللجنة التنفيذية التي قامت بإحصاء النقاط التي حصل عليها كل لاعب تم ترشيحه، وتم حصر عدد 30 لاعب حصلو على أعلى النقاط من عدد المرشيحين الذي بلغ أكثر من 50 لاعب، وبعد ذلك رفعت الأسماء إلى مقام أمارة المنطقة الشرقية، حيث اعتمدت وتم تحديد الثالث من أكتوبر 2016 حفل تكريم رواد الرياضة لحقبة الستينات الميلادية وما قبلها.