قد يستغرب البعض إذا قلنا أن الموهوبين في علم التربية هم فئة من فئات ذوي الاحتياجات الخاصة التي تحتاج إلي برامج واكتشاف وتدخل ومساعدة ورعاية.. فالموهبة منعطف مهم وحالة خاصة ونادرة في المجال الرياضي تعتمد على وجود عدد من القدرات الخاصة والبارعة وتميز في الذكاء والأداء.. لذلك علينا إدراك مفهوم الموهبة وكيفية اكتشافها والحكم عليها وطريقة تنميتها وتوظيفها وأن لا تصدر الأحكام بسرعة وعفوية ومن غير قياسات أو معايير وأن نفرق بين الموهبة والهواية والتفوق.. فبلا شك هناك العديد من المواهب لم تكتشف ولم تأخذ فرصتها أو تجد الدعم الكافي والرعاية.. وهي في الحقيقة كنوز مفقودة ومشاريع أبطال معطلة بسبب افتقاد البرامج التي تكتشف وتصقل وتوجه المواهب مع غياب الأدوار المختلفة للمؤسسات الرياضية. فالموهبة ترجع غالبا إلى العوامل الوراثية بنسبة 70% تقريباً مع تأثير العوامل البيئية والخصائص الجسمية والنفسية والقدرات الخاصة والتغذية.. ويجب التعامل مع صاحبها بحذر شديد لأنه ليس بالضرورة أن تكون خصائص إيجابية فلديه انفعالات قد يوظفها لمصلحته الخاصة وليس بالضرورة أيضاً أن يكون مخلصاً وصادقاً.. لذلك يحتاج أصحاب المواهب إلى توجيه ومتابعة مستمرة للسيطرة على الجوانب السلبية في شخصياتهم وأن لا يجد تعاطف في هذا الجانب أو مجاملة بسبب موهبته وأن لا تزرع فيه خاصية التميز والإبداع بشكل مبالغ فيه.. هنا يتبين لنا أن التعامل مع الموهبة ليس عملاً سهلاً أو ممتعاً بل هو في غاية التعقيد ويحتاج إلى كوادر وبرامج خاصة ومركزة مع حرص شديد في تطبيقها ومراعاة للجوانب النفسية والشخصية والإبداعية لصاحب الموهبة. باختصار.. لا بد لصاحب الموهبة أن يعرف ماله من حقوق وما عليه من واجبات.. فالموهبة نعمة من الله وهي في نفس الوقت ظاهرة بامتلاك للقدرات الخاصة والمميزات الإبداعية.. يجب توظيفها التوظيف الأنسب والتعامل معها بجد وبحذر وأن لا نحملها فوق طاقتها لأن قدراتها وأن كانت عالية فهي في النهاية محدودة وتحتاج إلى النصح والتشجيع والتعليم والتدريب والخبرة.. وبالاهتمام بها ورعايتها وتوجيهها ودمجها داخل مجموعة قد يساعدها ذلك على الأداء الإيجابي الجيد والفعال. طارق الفريح تويتر TariqAlFraih@