اعلامي رياضي سوري- مدير تحرير صحيفة الرياضة السورية- مؤلف وروائي تابعنا مباراة السوبر وفرحنا للأداء المتميز الذي قدمه الفريقان الأهلي والهلال في عاصمة الضباب لندن، وكيف استطاع الأهلي أن يحقق ما يريده ويحرز اللقب بجدارة بتعاون اللاعبين وجهود اللاعب الذي نفتخر به عمر السوما، وكيف تفاعلت الجماهير معه، وهو الذي أهدى الملكي أجمل الألقاب وجمع المجد من أطرافه، وهنا لابد لي من الإشارة إلى عدة أمور كنت أشرت إليها في أماكن إعلامية أخرى، ومنها ضرورة استثمار إمكانيات السوما هذا اللاعب العربي الذي يعتبر "فلتة" بين أقرانه ليكون سفيرا للعرب في احد الأندية العالمية، وهنا أدرك أحقية الأهلي به الذي جدد له حتى نهاية عام 2020، وهذا من حقه الطبيعي كون اللاعب ينال أعلى راتب في المملكة بين اللاعبين، ولكن من حق العرب جميعا أن تنطلق هذه الموهبة خارج الحدود كما هي مواهب اللاعبين بنزيمة أو بن عرفة أو رياض محرز أو سمير نصري، وربما يفوق بعضهم في مسألة التهديف وبعض المهارات الأخرى التي يمكن أن يتم صقلها بشكل أكبر على يد خبراء اللعبة في أوروبا، وكما اعرف انه تلقى عروض أوروبية لكنه فضل اللعب بالسعودية وهذا حقه، ولكن أتمنى أن لايقف طموح اللاعب عند هذا الحد وأن لايكون الأهلي عقبة في وجه موهبة عربية من شأنها أن تتألق في الملاعب العالمية، ولو أن الأهلي لايريد التخلي عنه فبإمكانه أن يعمل له إعارة ويسوقه ويستفيد منه أيضا في أوروبا، ومن ثم يعود إليه أكثر خبرة وفائدة، وهذا معمول به في كل دول العالم. والإشارة الأخرى التي تلقفها السوريين بفرح عقب لقاء السوبر من لندن هو التصريح الايجابي للاعب من اجل الالتحاق بالمنتخب السوري الذي يستعد للدور الثاني من التصفيات المونديالية إلى جانب زميله جهاد الحسين لما يشكلانه من ثقل واضح في المنتخب، وأن كنت أدرك مايعانيه المنتخب السوري في التحضير وضآلة الخبرة لدى الجهاز الفني الذي لن يعرف كيف يستفيد من إمكانيات اللاعبين المحترفين بشكل عام ويشكلون قوة ضاربة لأي منتخب بالعالم، وفي العموم فرحة السوريين كبيرة، ونتمنى ان تتكلل بالتأهل للمونديال بحضور السوما والحسين. والإشارة الأخيرة التي أتمنى أن أهمس بها للمعنيين، هي "همسة محب" عن مراسم التتويج في السوبر، وهي وضع السوما في الصف الثالث أثناء استلام الكأس، وكان من الواجب وهو "بيضة القبان" أن يكون خلف كابتن الفريق، على الأقل من باب رد الواجب والاحتفاء به كونه صاحب النصيب الأكبر بكل بطولات الأهلي دون أن أنسى جهود رفاقه في الملعب، وهذه الإشارة لمحها كل من تابع التتويج، ولست وحدي من كتب عنها. السوما نجم يستحق الكثير، ولابد من منحه فرصة التألق العالمي، وهذه برسم إدارة الملكي الذي باعتقادي سيقدرون إمكانيات اللاعب ولن يكونوا أنانيين في هذا المجال مع انه حقهم القانوني، ولكن تغليب المصلحة العامة على الخاصة من شيم الكبار، وتألق لاعب آسيوي وعربي تحديدا عرف الشهرة والنجومية من الملاعب السعودية، يستحق من الأهلي السعودي متابعته وعدم الوقوف بوجه تألقه، كما أن اللاعب يستحق مدير أعمال أكثر طموحا وأكثر بعدا للنظر، بعيدا عن المصالح المادية، وهنا التاريخ سيدون أن لاعب سوري وعربي وآسيوي شق طريقه بثقة وتدرج نحو الملاعب العالمية، من خلال الملاعب السعودية، وهناك التنافس الحقيقي. مبروك للأهلي الذي نعشق، وهاردلك للهلال المشبع بالبطولات، وشكرا للسوما الصديق وابن البلد، الذي سنراه يتألق مع منتخب بلاده أيضاً. بسام جميدة كاتب وصحفي سوري