قد يكون نادي النصر هو الأكثر تضررًا في الموسم السابق، فبعد إنجازاته المتتالية في موسمي 2014م -2015م خرج في موسم 2016م خالي الوفاض مقرونًا بمستوى ضعيفٍ لا يوازي كل الإمكانيات المتوافرة لديه، وهذا في حدِّ ذاته يترك أثرًا سلبيًّا لدى جمهوره، الذي تنفس الصعداء بعودة نصرهم الكبير لسابق عهده. ففي نهاية الموسم المنصرم مرَّ النصر بمنعطفٍ خطيرٍ بعد استقالة رئيسه الأمير فيصل بن تركي في توقيتٍ خاطئٍ جدًّا..! وقف الكثير مذهولًا مما جرى، والخوف يكسو وجوههم، وأكثرهم وصل به التشاؤم إلى أن قالوا عاد النصر إلى سكة الضياع، في هذه الفترة بالذات كان الوضع محرجًا للغاية، فالنصر المكبل بالديون والذي كان من المنتظر أن يأتي له رئيسٌ منقذٌ، كما تناقلت الأخبار في تلك الفترة أصبح على هاوية السقوط. ففي مثل هذه الظروف عادةً يحدث أمران لا ثالث لهما: إما أن النادي يقع ضحية القرارات الخاطئة غير المدروسة ويسقط ويعيش في دوامة الفشل حقبةً من الزمن، أو يكون هناك شخصٌ يتفق عليه الجميع، إما لمكانته الاجتماعية ونفوذه أو لقوته المالية، يسعى لرأب الصدع ويعيد الأمور لمجراها الطبيعي، وهذا بالفعل ما حدث في النصر، فقد قام عضو شرف النصر الداعم الذي تولى بعد ذلك رئاسة أعضاء الشرف الأمير مشعل بن سعود بهذا الدور الكبير وأنقذ النصر من فترةٍ عصيبة، كانت كفيلةً بأن ينتهي فيها النصر، وقد يخسر كل مكتسباته في الفترة السابقة، فكان أول قرارٍ نتج عن تلك الفترة في ذلك الاجتماع التاريخي عدول رئيس النصر المستقيل فيصل بن تركي عن الاستقالة، وتمَّت تزكيته لفترةٍ رئاسةٍ جديدةٍ مدتها أربع سنوات، وهي فترةٌ كافيةٌ لأن يتخلص فيها النصر من كل العقبات المالية التي تهدد الكثير من مشاريعه المستقبلية، وحسب علمي أن هناك خطةٌ ماليةٌ ينهجها المجلس الشرفي مع مجلس إدارة النادي في سبيل تقليص وإنهاء تلك الالتزامات المالية قبل إقرار مشروع الخصخصة الذي من وجهة نظر كثيرٍ من الرياضيين والاقتصاديين سينقذ أنديةً كثيرةً من شبح الإفلاس. ما أعنيه في مقالي هذا أن النصر في الفترة الماضية كان أنموذجًا يحتذى به في إدارة الأزمات، فقد استطاع رجاله المخلصون أن يتداركوا أمره، ويطفئوا فتيل الأزمة قبل أن تشتعل؛ لذا فإن الأندية بمختلف درجاتها تحتاج لمجالس الشرف المنتجة والحريصة على كل ما يهمّ انتماءاتها، وهو دورٌ وطنيٌّ في الأول والأخير؛ لذا من المهم أن تعمل الهيئة العامة للرياضة على دعم وتعزيز أهمية المجلس الشرفي في الأندية. دمتم بخير،،،