في كل زمان ومكان، هناك لحظات تاريخية لا تُنسى وهناك قرارات مصيرية خالدة ستبقى عالقة في الأذهان. النصر، الصرح الشامخ، مرّ على تاريخه التليد مواقف عصيبة تصدَّى لها بقوة وبشرف رجاله الأوفياء الذين تشربوا حب هذا الكيان العريق. الأمير مشعل بن سعود وهو يُعلن موعد اجتماع شرفيي النصر أراد أن يؤكد هذه القاعدة، فليس من المنطق أن يبقى النادي دون رئيس وليس من المعقول أن يبقى النادي مسلطًا بالديون دون حلول ودفوعات مالية يقدمها أعضاء الشرف. بالفعل، كانت ليلة نصراوية خالدة وضعت الأسماء في مكانها الصحيح وتسابق من خلالها كل عضو شرف في دعم الكيان ماديًا لتقليص الديون، لتكتب تلك الليلة بالخط العريض مستقبل النصر القادم، فعدول الأمير فيصل بن تركي عن الاستقالة واستمراره رئيسًا للنادي هو الأنسب للمرحلة الحالية شريطة الاستفادة من الدروس السابقة والبحث بجدية عن رعاة وشركات تدعم النادي بما يتناسب مع سمعة وجماهيرية العالمي. والجميل أيضًا أن نائبه هو المهندس عبدالله العمراني، الرجل المحبوب والمتفق عليه من كافة النصراوين، وهو شخص عملي طموح ومبتكر للحلول وهذا ما يحتاجه النصر الآن ليشكل مع الرئيس ثنائي رائع متعاون يقود النصر نحو الأمام وتحقيق البطولات في مشهد يُحاكي عطاء الثنائي المبدع ماجد ومحيسن وهما على أرض الملعب. الوضع في النصر ليس بذلك الأمر الصعب، فلاعبوه المحليون هم الأفضل وبيئته لازالت جاذبة وحاضنة، فقط ما ينقص النصر هو مدرب أجنبي بارع ولاعبين أجانب خارقين. أما خارج النادي، فالمطلوب الآن هو دعم الرئيس ونائبه والبعد عن المهاترات الإعلامية، فهذا وقت كل من يحب النصر، ويدعمه ماديًا ومعنويًا، ولا أخال جماهير الشمس وقد رجعت لها روح التفاؤل إلا عازمة على قيادة فريقها في المدرجات تمامًا كما فعلت في موسم 2013-2014، في مشهد لم ولن ينساه كافة الرياضيين. علي مليباري تويتر AliMelibari@