ليست لجنة ولا اثنتان ولا حتى ثلاث عجزت عن إصدار عقوبات مناسبة توقف اللاعب المتهور جسدا ولفظا عن تجاوزاته التي تعدت حدود المعقول, فمن رفس وركل إلى قذف وشتم, فما صدر بحقه مؤخرا من إيقاف مباراتين ليست عقوبة مناسبة أو كافية قياسا بما بدر من اللاعب, بناء على لوائح وأنظمة ضيقة ليس ضعفا في قدرات من أصاغوا ووضعوا القوانين والجزاءات لأن ما حدث من اللاعب لا يمكن أن يتخيله قانوني أو خبير مهما كان عمق تفكيره, فهل يتوقع هذا الخبير أو المستشار القانوني أن يخرج لاعب كرة بألفاظ بذيئة وقذف صريح تجاه لاعب آخر وعبر الفضاء, فالقذف يثبت حتى وإن كان في غرفة مظلمة بوجود شاهدين أو اعتراف المتهم، فما بالكم إذا كان على الملأ يسمعه الملايين, لذلك لم توضع مادة مناسبة لما حدث، وتندرج تحت الأحداث الاستثنائية باتخاذ قرارات صادرة من صاحب الصلاحية في مثل هذه الحالة, فلا ننسى ما واجهته ملاعبنا الرياضية من أحداث دخيلة على مجتمعنا أقل بشاعة مما صدر من اللاعب رادوي, كحالة اللاعب كيتا ومدربي الأهلي والنصر حينما لوحا بالنقود تجاه حكم المباراة، فكان مصير الأول والثاني الإبعاد عن ملاعبنا والأخير إيقاف سبع مباريات, فها هو اللاعب حسن كيتا يندم ويعتذر, واحترم البلد ورغب في العودة إلينا مرة أخرى, وليس كما قال أحد الإعلاميين: هذا اللاعب «ويقصد رادوي» يتكلم عنه ثلاثة أرباع إعلام العالم، فماذا يقولون عنا؟ اطمئن سيقولون هذا البلد محترم ولا يقبل أن يعيش به إلا المحترمون الذين لا يعتدون على أبنائه بالقذف والشتم, فما حدث من اللاعب غير مقبول في جميع بلدان العالم وليس ثلاثة أرباعهم, فقرار لجنة الانضباط لم يكن هو المناسب أبدا, فلو أوقف عن اللعب إلى إشعار آخر أو إلى نهاية الموسم لعله يندم ويقدم اعتذاره للمجتمع الرياضي ولللاعب صاحب الشأن، وإلا أبعد غير مأسوف عليه، وحتى لو تضرر ناديه مؤقتا, فالذي أحضره قادر على إحضار لاعب في مستواه أو أفضل منه لعبا وخلقا, يستفيد منه الرياضيون الصغار قبل الكبار, هذا من وجهة نظري الخاصة, فخسارة ناديه لمباراة أو حتى بطولة بسبب إبعاده ليس أكبر ضررا من آثار الألفاظ السيئة التي تكررت مرات ومرات عبر الفضائيات والمنتديات.