التنافس على أشده هذا العام بين المحترفين الأجنبيين عمر السومة وريفاس لتحقيق لقب هداف الدوري، وفي العام الماضي حقق السومة لقب الهداف بجدارة، ليتساءل المتابع الرياضي ما هو موقع الإعراب للهداف السعودي وما هي أسباب اختفائه وبعده عن صدارة الهدافين؟ ناصر الشمراني هداف الدروي قبل موسمين رجع لعادته الشهيرة حيث المشكلة والمشاكسة مع المدربين فأصبح بعيد كل البعد عن الواجهة التهديفية، وزميله الهداف الأسبق ياسر القحطاني أصبح أسيرًا لدكة الاحتياط ويبدو أن ليس لديه شيء ليقدمه، أما السهلاوي مهاجم المنتخب الاول فقد أصبح حملًا وديعًا في المنافسات المحلية ونجم لا يُعتد عليه في الدوري، والحال نفسه ينطبق أيضًا على زميله نايف هزازي (الصقر سابقًا) الذي لازال يبحث عن نفسه منذ انتقاله للنصر وتجرئه في ارتداء الرقم الشهير 9. هؤلاء النجوم السعوديون الأربعة هم الأفضل والأشهر وفقًا لمستوياتهم وأرقامهم التهديفية، ولكن يبدو أن الملايين المتناثرة والشهرة الكتسبة في مباريات محدودة أثرت بشكل واضح على الهداف السعودي وجعلته يصل إلى مرحلة التشبع، فأصبح غير جاد في تطوير مستواه وتعزيز قدراته. ربما لن يتضرر هنا النادي كونه سيتسعين بالهداف الأجنبي ولن يستطيع اتحاد القدم منعه في ذلك كون هذا التعاقد حقًا مشروعًا لكل ناد سعودي، ولكن استمرارية غياب الهداف السعودي القوي والصريح سيظهر تأثيره على عطاءات ونتائج المنتخب، ولذلك اتمنى توسيع دائرة الاختيار لمن يتشرف بخدمة المنتخب لتشمل مهاجمين في فرق الدرجة الأولى والثانية والذين يمتلكون الموهبة الرائعة التي تنتظر الإشارة لتبرز على الساحة. من ضمن الحلول أيضًا هو اهتمام الأندية بالفئات السنية واكتشافها للمواهب الهجومية، وهذا يتطلب توفير الأندية لأجهزة فنية تهتم بإعداد اللاعب السعودي، مع ضرورة إيجاد مدارس لكرة القدم تقوم باستقبال النشء في فترة مبكرة تمكّنهم من تعلم مهارات كرة القدم الأساسية التي تقوم عليها كل موهبة، بهدف إنتاج لاعب كرة قدم حقيقي وهي السمة التي تفتقدها حاليًا الأندية السعودية حيث يغيب عنها المتخصص في اختيار مراكز اللاعبين ومن ثم اكتشاف وصقل المواهب وتوظيفها بالشكل الصحيح، ولعلي هنا استذكر المدرب اليوغسلافي بروشتش الذي راهن على العملاق ماجد عبدالله وقدمه بنجاح ليكون أسطورة تهديفية بارزة آسويًا وعالميًا. اتمنى أن يقيم اتحاد القدم ورش عمل في فترة الصيف القادمة مع منسوبي الأندية لمناقشة هذا الأمر المهم، فالكرة السعودية هي المتضررة الأولى مما يحدث، بينما الأندية تبحث عن النتائج الوقتية التي لن تتحقق إلا بوجود اللاعب الأجنبي الجاهز مما سيجعل المنتخب السعودي يعاني وسيظل يعاني مستقبلًا من قلة الهدافين. علي مليباري تويتر