أثبت النجم السوري عمر السومة أنه لاعب من طراز رفيع، لا يشق له غبار، هوايته اصطياد الأهداف بمرمى منافسيه؛ لذا لقب بصياد الأهداف لتميزه في هز شباك خصومه، وقيادة فريقه دائماً لمزيد من الانتصارات. عمر استطاع بموهبته فرض اسمه في الملاعب السعودية بعد تسجيله 26 هدفاً في مختلف البطولات، إضافة إلى صدارته هدافي دوري عبداللطيف جميل؛ إذ استطاع أن يضع بصمته في شباك جميع أندية دوري المحترفين، وهو رقم لم يسجله أي لاعب محلي أو أجنبي في موسمه الأول، وكذلك دخوله تاريخ هدافي فريق الأهلي بأعلى رصيد تهديفي؛ إذ تساوى مع نجم الفريق السابق فيكتور سيموس صحاب الرقم القياسي بتسجيله 21 هدفاً، وما زالت الفرصة سانحة أمام السومة حتى ينفرد باللقب؛ لأن الموسم لم ينتهِ بعد.
وبرهن السومة على قدرته التهديفية بإمكانياته الفنية العالية؛ إذ لعب جلاد حراس المرمى كما يحب أن يطلق عليه مشجعوه في 18 مباراة في دوري جميل، بمعدل 1577 دقيقة، أثخن خلالها شباك خصومه في 21 مناسبة، جعلته يتربع على عرش هدافي دوري جميل، جاءت خمسة منها من ركلات جزاء، وأحرز 12 منها بالقدم اليمنى، و6 بالقدم اليسرى، وثلاثة أهداف بضربات رأسية. واستطاع خلالها تسجيل هاتريك مرتين، مرة في مرمى هجر، والثانية في مرمى النصر. وأحرز أربع ثنائيات في مرمى الشعلة والرائد والعروبة والشباب.
ولم تتوقف شهيته التهديفية على دوري جميل فقط بل امتدت إلى البطولة الآسيوية بتسجيله هدفين، ساهما في صدارة فريقه مجموعته، وكذلك تسجيله في بطولة كأس ولي العهد ثلاثة أهداف من مشاركته في ثلاث مباريات، أهمها هدفه في نهائي كأس ولي العهد، وقاده للفوز بلقب البطولة، إضافة لثنائية في مرمى هجر.
ويعتبر السومة ماكينة أهداف متنقلة؛ فهو هداف بالفطرة منذ نعومة أظفاره؛ فقد سبق أن تُوج هدافاً لفئة الشباب مع فريقه الفتوة في مدينته دير الزور، وكان أيضاً هداف الفريق الأول في الدوري السوري رغم صغر سنه، قبل أن يشد حقائبه صوب الدوري الكويتي حيث تُوج هدافاً لدوري الموسم الماضي مع فريقه القادسية، إضافة لاحتلاله المركز الثالث في قائمة هدافي كأس الاتحاد الآسيوي في النسخة الماضية برصيد سبعة أهداف.
ويأمل السومة (26 عاماً) تدوين اسمه في سجل هدافي الدوري السعودي، بوصفه أول سوري يتوج بهذا اللقب؛ كي يصبح أول لاعب يتوج بلقب هداف الدوري لدوريين مختلفين في منطقة الخليج؛ إذ سبق للسومة أن توج بلقب هداف الدوري الكويتي الموسم الماضي.
"سبق" استطلعت آراء أهل الاختصاص بالمجال الرياضي حول اللاعب. وبداية أكد محمد السويلم المحلل الرياضي لقناة إم بي سي برو سبورت أن السومة لاعب من طراز كبير، وقال: "يملك حساً تهديفياً عالياً داخل منطقة الجزاء، وهو من اللاعبين الذين يصنعون الفارق، وكانت لمساته واضحة هذا الموسم مع الأهلي".
وأضاف: باستطاعة السومة خلق الفرص لنفسه ولزملائه، إضافة للتسجيل، وهو مهاجم قناص لأنصاف الفرص؛ لما يمتاز به من ذكاء وحسن تمركز داخل منطقة الجزاء.
وختم حديثه عن اللاعب قائلاً: "هو لاعب شامل، يلعب بالقدمين، ويجيد الألعاب الهوائية، ويمتاز بالتسديد للركلات الثابتة والمتحركة، ويعتبر مكسباً كبيراً للأهلي وللدوري هذا الموسم".
أما المدرب الوطني الكابتن خالد القروني فبدأ حديثه بالقول إنه لاعب متكامل، وهداف بالفطرة، مشيراً إلى أن اللاعب مكسب كبير للأهلي؛ فهو يملك مواصفات المهاجم القدوة للاعبين الشباب بسبب أسلوب تعامله مع الجميع، سواء مع زملائه أو حتى منافسيه، وكذلك الجماهير.
وتابع حديثه: إنه يهتم بالجوانب الفنية وأدائه مع الفريق أكثر من أي شيء ثانٍ؛ لذا أتمنى استمراره بهذا الشكل، خاصة أنه لاعب عربي؛ ما يجعلك تفتخر به رغم أنه لاعب بمواصفات عادية من ناحية البنية الجسمانية أو اللعب الجماعي أو التكنيك، ومع هذه الإمكانية استطاع خطف الأضواء من الجميع والتألق.
وأشار إلى أن بقاءه على المنوال نفسه في الموسم القادم يؤكد أنه لاعب بمواصفات عالية، على اعتبار أن أغلب الفرق المنافسة في هذا الموسم لم تكن تعرف إمكاناته جيداً للحد من خطورته. أما الآن فقد عرفت إمكاناته؛ لذا يجب عليه أن يعلم هذا الشيء، ويبدأ بالعمل عليه من خلال تنمية مهاراته ولياقته وقوته والمميزات التي يمتلكها، سواء بالكرات الرأسية أو حتى الثابتة؛ لأن الأندية في الموسم القادم سوف تضعه تحت أنظارها، لمراقبة تحركاته داخل الملعب. وأفضل طريق للتغلب على هذه الأشياء التمارين والاستعداد الجيد بدنياً ونفسياً.