يراهن مدرّب المنتخب الوطني، كريستيان غوركوف، على إقناع النجمين الصاعدين آدم ونّاس وياسين بن زية بتقمّص ألوان المنتخب الجزائري في أقرب وقت، لغلق الطريق أمام منتخب فرنسا الأول، بسبب الضغوط التي يتعرّض لها كل واحد منهما لتأجيل الحسم للّعب للمنتخب الجزائري من عدمه، أو لرفض ألوان "الخضر" نهائيا. كشف مصدر عليم بأن التصريحات التي نقلتها صحيفة "ليكيب" على لسان بن زية وونّاس، مباشرة بعد إعلان محمّد روراوة رئيس "الفاف" في ندوة صحفية على أن اللاّعبين (ونّاس وبن زية) سيلتحقان رسميا ب«الخضر" في مارس المقبل، وتأكيدهما بأنهما لم يفصلا بعد في مستقبلهما، دفعت كريستيان غوركوف للمرور إلى السرعة القصوى، من خلال مطالبته مساعده يزيد منصوري بتنظيم موعد له من أجل الاجتماع في أقرب وقت بهذا الثنائي، لإقناع كل واحد منهما بضرورة حمل ألوان المنتخب الجزائري الذي يبقى بحاجة إلى خدماتهما. واستنادا إلى ذات المصدر، فإن غوركوف وضع ونّاس وبن زية ضمن مخططاته المستقبلية، قياسا بالإمكانات الكبيرة التي يملكها كل واحد منهما، كون المدرّب الوطني يحرص منذ الآن على ضمان جيل جديد من اللاّعبين لتدعيم حظوظ المنتخب لتحقيق أهدافه، سواء في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2017، أو ضمن تصفيات مونديال روسيا 2018، كون وضعية بعض ركائز المنتخب، على غرار عدلان ڤديورة ونبيل بن طالب وسفير تايدر وإسحاق بلفوضيل، لا تبعث على الارتياح. ويراهن غوركوف على إقناع بن زية وونّاس بالإمضاء على وثيقة الالتزام التي منحتها "الفاف" لهما، لتأكيد التحاقهما بالمنتخب الجزائري في مارس المقبل، ويترتّب عن ذلك إرسال ملفيهما إلى الاتحادية الدولية لكرة القدم مرفوقا بوثيقة التعهّد والالتزام باللّعب للمنتخب الجزائري، كون كل واحد منهما يحمل حاليا ألوان المنتخبات الشبانية لفرنسا. ولم تخف مصادر عليمة بأن ونّاس وبن زية تعرّضا لضغوط من محيطيهما، كون "الفاف" لم تتعامل معهما، حسبهم، بنفس طريقة تعاملها مع نجوم "الخضر"، على غرار سفير تايدر وياسين براهيمي ونبيل بن طالب وسفيان فغّولي، الذين أغرتهم بالأموال عن طريق إبرام عقود إشهار، لدفعهما إلى اختيار اللّعب للمنتخب الجزائري، كون الاتحادية، التي أصبحت تعتمد نوعا ما على سياسة التقشف، بسبب الوضعية الاقتصادية الصعبة، فضّلت هذه المرة، عدم إغراء أي لاعب بالمال لحمل ألوان المنتخب الجزائري. اللاعبان يتعرضان إلى ضغوط فرنسية ويتعرض ونّاس وبن زية أيضا إلى ضغوط الفرنسيين، سواء على مستوى فريقيهما بوردو وليل الفرنسيين على التوالي، لتفادي اختيار المنتخب الجزائري، من خلال جعلهما يقتنعان بإمكانية تلقي كل واحد منهما، مستقبلا، دعوة لتقمص ألوان المنتخب الفرنسي الأول، وهو ما حدث في وقت سابق مع لاعب ليون الفرنسي نبيل فكّير، الذي اختار الجزائر ثم تراجع عن خياره بعد ساعات فقط، وهو ما سمح له بتلقيه دعوة من مدرّب "الديكة" ديديي ديشان من أجل اللعب لمنتخب فرنسا الأول. وسيلتقي اليوم ونّاس وبن زية في مباراة ضمن البطولة الفرنسية تجمع بوردو وليل، وهي فرصة للمدرّب الوطني لمعاينة اللاّعبين وإمكانية ترتيب منصوري، في بحر هذا الأسبوع للقاء معهما من أجل حسم خيارهما.