لكل الأندية السعودية الكبيرة يوجد اعلام موالي واعلام مناهض.. كما يوجد اعلاميون يميلون لنادي محدد ويعلنون ذلك ولكن هذا الميول ليس شرطاً أن يكون المحرك الأساسي للإعلامي كون الولاء اولاً للوسيلة الإعلامية التي ينتمي إليها وقبل ذلك الانحياز للمهنية لضمان تواجد ناجح على الساحة. لكن العلاقات مع الأندية مطلوبة وهامة خصوصاً عندما تكون قريباً من صناع القرار تستطيع الانفراد بالأخبار والتأكد من صحة الشائعات وبالتالي التواجد في قلب الأحداث. في النصر يوجد عدد من الآراء المتباينة حول أداء الفريق والادارة واللاعبين وهو امر صحي يعكس تعدد الرؤى سواء كانت منطلقاتها نقدية صرفة او نابعة من الميول وعشق النادي. لكن مستوى الفريق بداية الموسم كان محبطاً لعشاقه مما استفز اعلامه ونقاده من أجل استعادة الزخم الفني والعودة لجادة المنافسة واختلفت الأدوات والطرق وظل الهدف واحد. لكن الصراع تحول من نقد فني وإداري إلى حرب إعلامية بين النصراويين. وبدأت القصة عندما كتب الإعلامي بتال القوس مقالاً ملتهباً يكشف فيه عن توجهات بعض النصراويين المحاربة للإدارة فقط وتجاوز المنطق في صب الزيت على نار المشاكل حيث جاء في مقاله فيصل.. الصامتون والحكواتية: عندما تولى فيصل بن تركي رئاسة النصر، التف حوله الأصفريون، ومع تزايد الخسائر انفضوا، منهم من لزم الصمت وهذا أكثر خير جاء فيصل منهم آنذاك، ومنهم من مارس هوايته في سكب البنزين على النار، وعندما ظفر نصر فيصل بكأس ولي العهد وقدم نفسه منافسا على لقب الدوري في موسم 2014، عاد الصامتون للعمل وسكت الحكواتية عن الكلام، فنهض الأصفر من كبوته وأعاد ترتيب المنافسة كما يريد، واستولى موسمين كاملين على المشهد، بمساعدة الغاضبين الفرحين. .. ولأن دوام الحال من المحال، حدثت عثرات عابرة مجددا، فهب الحكواتية لممارسة هواياتهم وابتعد الصامتون غضبا أحيانا وتصديقا لما يروج عن المجموعة الأخرى أحيانا ثانية. إنها ثقافة نصراوية متأصلة، يجمعهم الفوز وتفرقهم الهزيمة في مشهد مقلوب يضر ولا ينفع. هذا الكلام الذي يشبه الرصاص في جدار الصمت هز اركان الحزب المعارض إن جاز التعبير لكن ردة الفعل عليه تريثت حتى لا ينطبق المثل الشعبي .. اللي على راسه بطحا…. في برنامج كورة تم استعراض المقال وتشريحه كتشخيص عن الواقع النصراوي واهمية تدفق حبر النقد في قنواته المناسبة دون تعويم او استقصاد او شخصنة. وما جاء في تشريح المقال وكذلك ردة الفعل المؤيدة للمقال الساخن استفز نصراويين آخرين مثل الكاتب المعروف محمد الدويش الذي رد بمقال طويل يشيد فيه بنجاح برنامج اكشن يادوري وينتقد برنامجي تركي العجمة وبتال القوس وهو المقال الذي فسر على أنه رد على حديث بتال وبرنامج العجمة. وهنا بدأت ملامح مواجهة إعلامية تظهر علناً ويتشكل حزب مؤيد وآخر معارض بين جناحي المشهد النصراوي. وكان آخر المتحدثين في هذا الملف ما قاله سعود الصرامي في حسابه عبر توتير وإشادته بمحمد الدويش كتاريخ لكنه أكد ان العجمة وبتال نجحا في برامجهم الموجهة لكل الأندية ويتم تقديم تلك البرامج بمهنية عالية وهذا ما يهم المشاهد الرياضي. بقي القول أن الإعلام النصراوي بشكل عام لا يجيد انشاء التكتلات واللوبيات ويعتمد على الاتجاهات الفردية والمحاولات الاجتهادية من قبل الكتاب مما يجعل الساحة النصراوية مشرعة لكل من يريد أن يقدم رأي سواء كان محقاً او مجحفاً.