لأكثر من خمس سنوات، ظل منتخبنا الوطني مسرحًا للمدربين الذين تعاقبوا عليه من دول ومدارس مختلفة فأخذوا من ميزانيته أكثر بكثير مما أعطوه من جعبة تفكيرهم وخططهم، وكانت نتائج المنتخب الضعيفة ومستوياته المتذبذبة شاهدة على ذلك. الحديث بإسهاب عن هذا الأمر قد لا يفيد الآن، فالمنتخب تعاقد مع المدرب الهولندي مارفيك، وهو من المدربين الانضباطيين الذين يتعاملون مع اللاعبين بمسافة واحدة، وخلال محطاته التي توقف عندها خلال مسيرته التدريبية كان يرفض التدخل في عمله ويهتم بالمواهب الشباب ويفرض النظام الغذائي على اللاعبين ويتابعهم خارج وقت التدريب، حتى أنه وأثناء تدريبه لفريق هامبورج، الفريق الألماني الشهير، نجح في كسر تعالي النجوم الألمان عندما كان يخضعهم للانضباط والنظام. كل هذا يجعلنا نتفائل بمستقبل قادم جيد لمنتخبنا الذي عانى في الخمس سنوات الماضية من ضعف هويته الفنية، ولعله من حسن الطالع أن (مارفيك) كان قد بدأ مشواره مع المنتخب أمام فريقين سهلين وهما تيمور وماليزيا فكانت نتيجة المباراتين فرصة لإعطائه دفعة معنوية جيدة وفترة زمنية كافية يحتاجها لدراسة المنتخب ولاعبيه قبل أن يستأنف مهمته الآسيوية المونديالية المزدوجة أمام منتخب الإمارات القوي يوم الخميس المقبل. لقاء الإمارات والذي يُعد من اللقاءات الثقيلة سيجعل (مارفيك) على المحك، ليس فقط من خلال حضوره الفني ولكن أيضًا فيما يتعلق بشأن الانضباط وتطوير سلوكيات اللاعبين أثناء المعسكر الحالي استعدادًا للمباراة، ففترة المعسكر تعتبر كافية له لفرض أسلوبه الفني والإداري، وتكريس طريقته في الإعداد والتحضير، وتفعيل رؤية تفائلية بعيدًا عن الاستسلام للعوائق أو اختلاق أعذار واهية التي لطالما تشدق بها مدربون سابقون مروا على المنتخب في الفترة الأخيرة. قبل الختام، أذكر نفسي والجميع بأهمية دعم الجماهير وحضورهم الكثيف في ملعب الجوهرة بجدة، فالمنتخب في مرحلته الحالية بحاجة ماسة إلى المساندة الجماهيرية الفاعلة والمؤثرة.