سجل الموسم الرياضي المنصرم على مستوى دوري عبداللطيف جميل السعودي للمحترفين، في سياق ظاهرة الارتجال والتخبط التي تعتري جل إن لم يكن كل الأندية السعودية التي تخوض تحديات «احترافنا» رقما يكاد يكون ضمن الأرقام القياسية غير المسبوقة من حيث عدد المدربين الذين تعاقدت معهم الأندية خلال الموسم الرياضي الفائت 33 مدربا، أي بما يفوق ضعف الأندية المحترفة في العام الماضي، فلم يثبت من بين هذه الأندية على مدربه سوى 3 أندية (الأهلي، الشعلة، الخليج)، بينما خاض 13 ناديا «ماراثونا»، لايشبهه في إثارته السلبية إلا قرارات بعض لجان اتحاد كرة القدم. في مختلف الدوريات الأخرى يحدث تغيير الأندية لبعض مدربيها، لكن من الاستحالة أن تجد في أي دوري من تلك الدوريات أندية تغير قرابة 22 مدربا في موسم واحد، فما بالك بتغيير بعض أنديتنا «المحترفة» في الموسم المنصرم لأربعة مدربين، 4 مدربين في موسم واحد ومن بينها ما يدرج في قائمة الأندية «الكبار»!!. وبقية الأندية التي شاركت في «ماراثون» تغيير المدربين القياسي تراوح معدل التغيير للمدربين لديها ما بين الثلاثة والاثنين والواحد، والأعجب من كل ما سبق أن الموسم السابق أيضا شهد في ثنايا هذه الظاهرة ذهاب وإياب بعض المدربين بين نادٍ وآخر!!. لن نضيف أي جديد إن عدنا لتكرار القول بأن أنديتنا «المحترفة»، يسيًّر جُلها وفق «اجتهادات» ومعايير «تطلعات» مسيِّريها في ظل آلية «احترافنا»، وطالما ظل «احترافنا» على آلية العمل التي هو عليها من موسم لآخر، ومهما توالت الجهود والمحاولات التي تجسد مدى استشعار الرئاسة العامة لرعاية الشباب بما يكتنف الأندية الرياضية من مخاطر شبح الديون، ومبادرتها مؤخرا بذلك الاجتماع الذي عقده الرئيس العام الأمير عبدالله بن مساعد مع مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم بحضور رئيس المجلس أحمد عيد وأعضاء المجلس، وما أقر في محصلة الاجتماع من ضوابط وآليات التنظيم وعقوبات المتلاعبين بالجوانب المالية بالأندية، كل هذا وسواه مما يذكر فيشكر يبقى في حكم «الوقاية» مما قد يستجد أو يتضاعف من المخاطر المستقبلية على أنديتنا الرياضية بشكل عام وعلى كرة القدم السعودية بشكل خاص، إلا أن هذا لم ولن يغني عن ضرورة العمل على التعجيل بالعلاج الناجع والكفيل بإذن الله بتخليص أنديتنا وكرة القدم السعودية من أسباب كل العلل التي تلازمها، والعارف لا يعرَّف .. والله من وراء القصد. تأمل: الوقاية هامة والعلاج أهم. تويتر: @abedhashem1