تضخمت ديون نادي الاتحاد الخارجية خلال السنوات الأخيرة، وتفاقمت حتى تجاوزت المائتي مليون ريال كما يقول (المحامي) ماجد قاروب، وأصبحت بمنزلة (حبل) غليظ يطوق جيد النادي، ويهدد مستقبله بقرار (دولي)، قد يصدر ضده، يكون أقله حرمانه من المشاركة (القارية) في البطولة الآسيوية المحببة لدى جماهيره. ولأن النادي الكبير والعريق لم يعد يملك مصدراً يأتي له بالأموال التي يسدد بها (أو حتى يجدول) الديون، بعد توقف الضخ الكبير من (الداعمين) المعروفين، كان لزاماً على مسيريه البحث عن حل عملي، ينقذ النادي من الاستمرار في الغرق الذي يعيشه، والذي وإن ورطته فيه الإدارات السابقة، وبشكل خاص إدارتا (الفايز والجمجوم)، إضافة لإدارة أبي عمارة وابن داخل (كما هو معروف)، إلا أن الإدارة الحالية أيضاً ساهمت في زيادة الديون، وهو ما يقوله تقاريرها وأرقامها عند تسلمها النادي؛ إذ تشير إلى أن الديون مقدارها 160 مليون ريال، في حين أنها ارتفعت إلى (241) مليون ريال (كما يقول بيان المحامي قاروب). ولا يمكن أن تكون الغرامات المالية وغرامات التأخير ومصاريف وأتعاب المحامين وحدها التي رفعت الدين بما يزيد على 80 مليون ريال، أو لا يمكن التسليم بذلك ما لم تنشر (التفاصيل) التي تظهرها وتوضحها وتؤكدها. أمام هذه الحقائق تعامل منصور البلوي بعقلية وخبرة سنوات العمل والتعاطي مع أحداث وأوضاع نادي الاتحاد، ومعرفة أكيدة ولصيقة بالكيفية التي كانت تدير أموره المالية، وتأتي بها، وتحفظ سجلات ديونه، وتسددها.. فجاءت فكرة (السلفة البنكية) لفك الحبل عن عنق التسعيني الوقور، ولتكون هذه السلفة (طوق النجاة) الوحيد والمتاح لإنقاذه بعد ابتعاد (داعمه)، وتوقف رجالاته وكبار شرفييه عن الدفع والمساندة أو حتى (التفكير) الإيجابي له بصوت مسموع. وأرى أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب (في عهدها الجديد) لم تكن لتنجر مع أسلوب وطريقة وخطورة (طوق النجاة)، وتوافق على الأخذ به، بما فيه من (إرهاق) كبير للنادي في سنوات تنفيذه، لو لم يكن واضحاً ومؤكداً لها أن ليس ثمة حل عملي آخر غيره ممكن ومتاح؛ فهو بسلبياته أقل (ضرراً) من الصمت و(انتظار) قرار دولي سلبي، يصدر بحق أول وأكبر الأندية السعودية، صداه يتجاوز النادي والكرة والرياضة السعودية. والواضح أيضاً أن دور رعاية الشباب لن يكون مجرد (موافقة)، وإنما هي من سيمسك (خيوط اللعبة) بالمشاركة والمتابعة والإشراف؛ فالتنفيذ سيكون تحت يدها ومسؤوليتها، بتشكيلها (لجنة ثلاثية خاصة)، يرأسها المهندس لؤي ناظر (نائب رئيس اللجنة الأولمبية السعودية)، وعضوية أحمد روزي (مدير مكتب رعاية الشباب بجدة) وفريد مشرف (أمين صندوق النادي). وهذا يعني أن (طوق النجاة) الذي اقترحه الاتحاديون فصّلته الرئاسة العامة لرعاية الشباب، و(ستلبّسه) للنادي بمعرفتها وإشرافها وتحت مسؤوليتها؛ وهو ما يبعث على الاطمئنان. كلام مشفر * عجزت إدارة الاتحاد الحالية عن (إنقاذ) النادي وتسديد ديونه والعودة به إلى المسار الصحيح لاستعادة اتحاد (ملك آسيا)؛ فكان لزاماً على العضو المؤثر أن يتدخل بخبرته؛ لينقذ أخاه والإدارة أولاً، وينقذ النادي بشكل عام. * يسجل لمنصور البلوي تدخله المباشر، حتى وإن كان أحد أسباب (توريط) النادي مع الإدارة بعد خروج شعار ووعد (الميزانية المفتوحة)، الذي رفع سقف الطموح والتطلعات لدى الاتحاديين، ولم يتحقق شيء من ذلك، ولم تكن له حتى بوادر على مدى أكثر من عام. * حتى على مستوى العمل الشخصي، لا يظهر ولا يشاهد من أعضاء مجلس الإدارة الحالي، ولا يعرف الكثيرون بعد رئيس النادي ونائبه وأمين الصندوق أحداً من الأعضاء الغائبين أو المغيبين. * السلفة ستكون في حساب مستقل عن حساب النادي الرسمي، وبتوقيع اللجنة الثلاثية، وذلك يضمن أموراً، من أهمها ضمان صرف مستحقات النادي من النقل التلفزيوني ودوري جميل؛ وبالتالي ضمان أن مبالغ الرعاية (إن جاءت) ستصرف على فرقه وألعابه. * المهندس لؤي هشام ناظر رئيس اللجنة الخاصة هو شخصية عملية واقتصادية ورياضية معروفة، وهو اتحادي صميم، وقد وصفه الأمير عبدالله بن مساعد في (حوار المسؤولية المشتركة) في جريدة عكاظ بأنه اتحادي (متعصب)، ولا أظنه يغامر باسمه ومكانته وسمعة عائلته مجاملة لأحد، سواء النادي أو رعاية الشباب. * يتبقى ملف كبير للاتحاديين، أصبح أكثر احتياجاً وأهمية، هو ملف الرعاة للنادي؛ إذ لن يكون أمامه مورد للصرف على ألعابه وتعاقداته غير عوائد شركات الرعاية والتوقيع معها بعد وعود متكررة. * الجماهير الاتحادية تنتظر (مؤتمر توقيع عقود الرعاية) لفك شفرة (اللغز الكبير) والغامض والمستمر أكثر من عام بوعود وأمانٍ رفعت كثيراً جداً سقف الطموح لدى محبي وجماهير النادي، التي أصبحت أكثر قلقاً لتهرُّب المعنيين به مباشرة من مجرد الحديث العلني عنه.