في أحيان كثيرة (الجماهير) تكون سببًا رئيسيًا في فوز فريقها وعودته للبطولات؛ لأنها تكون المحفز الأكبر للاعبين، وتبث فيهم الحماس داخل الملعب لتحقيق الانتصارات. وفي أحيان أخرى تكون (بعض جماهير الأندية) عامل إحباط للاعبين والفريق من خلال تواجدها؛ لأنهم يذهبون للملعب بقصد الانتقاد وليس التشجيع!!. مهما كانت العثرات والصدمات التي يتعرض لها اي فريق.. (الجماهير الوفية) لا يمكن لها ان تتخلى عن فريقها وتقف معه بشدة وتسانده لكي يعود. أي فريق هو بحاجة لجماهيره في كل الظروف، فعندما يحقق الانتصارات يجب ان تحضر ليواصل انتصاراته وعندما يخسر ويتعثر يجب ان تتواجد لتساعده للنهوض من جديد. في كرة القدم لا يمكن ان يستمر حال اي فريق بتحقيق الانتصارات والبطولات ولهذا فإن الجماهير الواعية تدرك ان تشجيع الفريق ليس مرتبطًا فقط بالفوز؛ لأن كرة القدم فيها كل الاحتمالات. الجماهير (الأصيلة) تبقى ويبقى معدنها أصيلًا لا يتغير مهما كانت نتائج الفريق وظروفه الصعبة؛ لأن عشقها يبقى للكيان والعشق عندما يكون للكيان لا يمكن ان يتغيّر. لست ممن يقارن بين جماهير الأندية ويعطي أفضلية لجماهير أندية على حساب جماهير أخرى، ولكن هناك جماهير تستحق أن يكتب عنها؛ لأنها نموذج رائع يُحتذى به. أذهلتني جماهير الاتحاد بهذا الحضور الكبير في مباريات فريقها والذهول أصابني أكثر لأن فريقها ليس منافسًا بالدوري ولا مشاركًا بالآسيوية، فماذا نسمّي هذه الجماهير؟ هذه الجماهير التي تشاهد فريقها يمرّ بمراحل صعبة وبخسائر كثيرة، ولم تبتعد ولم تغضب ولم تجلس خلف التلفاز، بل ذهبت للملعب لتقف مع فريقها؛ لأنها تعرف ان فريقها لن يعود إلا بوقفتها. جماهير الاتحاد لا تذهب للملعب لكي تشجّع فريقها فقط.. إنها جماهير عاشقة حد الجنون، تذهب لتلتقي بحبيبها وعشقها الأول والأخير ولهذا الحب بين العميد وجماهيره مختلف جدًا. الاتحاد لا نختلف في أنه فريق كبير ويمر بمرحلة تغيير وإعادة من جديد، ولكن كيف لا يعود بطلًا؟ فمن يملك هذه الجماهير لابد ان يعود وكيف لا يعود وجماهيره خلفه في السراء والضراء. عندما غاب الكبير ليفربول عن البطولات رددت جماهيره العبارة الشهيرة: (لن تسير وحدك) لحبّها لناديها وأجزم بأن جماهير الاتحاد تسير مع فريقها ولن تتركه وحده. أتساءل وأقول: ماذا لو كان الاتحاد ينافس على الدوري أو يلعب في الآسيوية وهو يملك هذا الحضور الكبير بالمدرجات بالتأكيد أن الأمر سيكون صعبًا على باقي الأندية. جماهير الاتحاد بهذا الدعم والوقوف مع ناديها وفي هذه الظروف يؤكدون للجميع انهم (نموذج) للجمهور العاشق الذي لا تغيّره الأيام والسنون.. بالمختصر هو جمهور لا يقارن. وأخيرًا… هنئيًا للاتحاد بجماهيره وهنيئًا للكرة السعودية بوجود نادٍ بهذه الجماهيرية الكبيرة، إنهم يتصدرون أكثر الجماهير حضورًا بالمباريات وفريقهم بعيد عن المنافسة.. إنه باختصار.. عشق لا ينتهي..