النصر يثبت أقدامه على قمة ترتيب دوري عبداللطيف جميل بعد نهاية الجولة ال 18؛ يفصله ثماني نقاط عن الوصيف (الأهلي) المرشح الأربعاء لتقليصه إلى خمس حين يواجه نجران ويتساويا في عدد المباريات الملعوبة مع كل فرق البطولة، فرّط النصر في توسيع الفارق بفقد نقاط كانت في متناول اليد، الآخرون كذلك كانوا يستحقون رصيدا نقطيا أفضل؛ لكن المثير حقيقة هو تعامل جماهير النصر مع فريقها المختلف تماما عما كان عليه في سنوات ماضية. قبل عودة (العالمي) لمنصات التتويج بصورة مثيرة جمع فيه بطولتي الدوري وكأس ولي العهد في موسم استثنائي كان قد عاش سنوات عجاف مليئة بالانكسارات، ومثّله جملة من أنصاف لاعبين، وأشباه محترفين أجانب؛ لكنه كان يلقى الدعم والمؤازرة والتشجيع من جماهيره المخلصة التي ظلت مضرب مثل، أشاد بوقفتها وروعتها المنافسون، وجعلوا من إنصافها طريقا لشحذ همم جماهير فرقهم مثلما فعل رئيس الهلال السابق والمميز الأمير محمد بن فيصل ذات تصريح. الجماهير هي اللاعب رقم 12 عبارة تتردد أجزم أن قائلها عاش تأثيرات إيجابية مباشرة لجماهير قادت فرقها للانتصارات؛ بعد أن حلّقت بمعنويات لاعبيها للسماء؛ في مقابل أخرى لا يجد لاعبوها من يشدّ من أزرهم، أو يتأثرون سلبا بهدير مدرجات أنصار من ينافسهم. ولأن الإشادة بجماهير النصر الموسم الماضي كانت جماعية فإن الأنظار تتوجه هذا الموسم نحو جماهير الاتحاد، الأرقام في جدول الترتيب تذهب للنصر ثم الأهلي، وكل ما يتعلق بالجماهير يكسبه (عميد) الأندية السعودية، بعد أن تجاوز عدد الحضور 400 ألف مشجع هذا الموسم، وتفوق الاتحاد جماهيريا لا يحجب ما يلقاه الأهلي من دعم حتى خارج أرضه، وهو الدعم الذي لم يكن جديدا، وساهم في المكانة التي يحتلها اليوم وحضوره في المنافسات المحلية والقارية. صحيح أن الدعم الجماهيري ليس كل شيء، هناك فرق جماهيرية في دوريات العالم لا تملك نجوما ولا تنافسا، من يتابع مباريات الاتحاد يدرك أن جماهيره هي من تقوده للانتصار الرابع على التوالي، جماهير أثّرت في المشهد الاتحادي على الصعيد الإداري، وتواصل أدوارها مع اللاعبين اليوم. الشعبية الجماهيرية الجارفة يفترض أن تؤثر إيجابا في كل جوانب النادي ومنسوبيه ومستقبله الاستثماري، لا أدري لماذا أصاب النصراويين البرودُ هذا الموسم؛ رغم أن فريقهم يملك كبرى فرص المحافظة على اللقب؟!. هل يُعقل أن يستجيب محبون لآراء انفعالية تدعو لإبعاد كل لاعب أهدر فرصة، أو ارتكب خطأ؟!، هل تناسوا أن من يقرِّعونهم اليوم هم من حولوا الأحلام (الصفراء) الموسم الماضي إلى حقيقة من ذهب أعادوا بها نصرهم للقمة؟!. السهلاوي وعبدالغني والعنزي وهوساوي وزملاؤهم بعد 18 جولة لا يزالون في مقدمة الترتيب بجهدهم، ورغم أنهم لا يجدون تأثير العنصر الأجنبي كما هو لدى المنافس (الأهلي) إلا أنهم قادرون على تكرارالفوز باللقب؛ يحتاجون دعم الجماهير أكثر من أي وقت مضى.