على الرغم من وقوع منتخبنا في خليجي 22 التي تنطلق فعاليتها مساء اليوم في الرياض ضمن القائمة الأسهل في المجموعة الأولى التي تضم السعودية وقطروالبحرين واليمن، بخلاف المجموعة الثانية التي تضم الأقوى من حملة الألقاب السابقة وهم العراقوالإماراتوالكويت وعمان، إلا أن حظوظ الأخضر يكتنفها الغموض. ومن بين المنتخبات الخليجية الثمانية يبرزتاريخيا الزعيم الأزرق الخليجي بحصده عشرة ألقاب وبفارق كبير جدا عن أقرب منتخبين له وهما السعودية والعراق بثلاثة ألقاب يأتي تاليا الإماراتوقطر بلقبين وعمان بلقب يتيم والبحرين يجدد بحثه على مدى أكثر من أربعيين عاما عن اللقب الخليجي، أما اليمن لا ينتظر منه غير المشاركة لاكتساب الخبرة. ومساء اليوم تصفر صافرة البداية في الرياض بانطلاق خليجي 22 والمرشحون للفوزبخليجي 22 كثر ولايمكن التكهن بحصر اللقب بين فريقين كما كان في السابق والأرجح أن الكأس حسب الترتيب ستكون من نصيب الإمارات – العراق – قطر – السعودية. وهنا يجوز القول لاعتبارات فنية إن الكويت والبحرين وعمان وطبعا اليمن خارج الحسابات، وقد استبعدت حظوظ الزعيم الأزرق الكويتي لخفة وزنه الفني مقارنة بالفرق المرشحة لنيل اللقب وأبقيت على الأخضر ضمن قائمة المرشحين استنادا على قوة نجومه ودعم جماهيره رغم الهزال الفني لمدربه الإسباني الكوتش لوبيز كارو. كان بالإمكان أن تكون حظوظ منتخبنا أقوى بكثير مما هي عليه الآن لو أن دفة الفريق الفنية يقودها مدرب ماهر غيرالكوتش لوبيز وهذا ليس رأيي لوحدي وإنما رأي يلتقي مع آراء شريحة ليست قليلة من محبي الأخضر. وفق ما شوهد من لقاءات استعدادية للمنتخبات الخليجية كلها يمكن معرفة التشكيلة الرئيسية التي ستمثلها في خليجي 22 بما فيها منتخب اليمن قليل الحظوظ باستثناء الأخضر الذي يتلاعب به المدرب الهزيل فنيا الكوتش لوبيز وكأنه في كل مرة بعد أكثر من عام يحاول اكتشاف إمكانات النجوم المعروفة عند أصغر مشجع للأخضر. وبطريقة الكوتش تلك أفقد الأخضر توازنه وأضاع هيبة نجومه من كثرة التغييرات وعدم الاستقرار على توليفة محددة لإحداث التناغم الفني بين أفرادها وكل من ينتقد بقاءه على حق منذ توليه مهمة التدريب خلفا ل (السائح الهولندي) ريكارد وصوت النقد لم يبلغ بعد أذان اتحاد كرة القدم وربما يبلغ الصوت في خليجي 22. ومع تقارب المستويات إلى حد ما بين الفرق المرشحة يصعب التنبؤ المبكر وإن كان الأخضر السعودي بفريقه الأول هو الأكثر غموضا لعدم وضوح صلابته الفنية، ولعل غموضه يعزز حظوظه في البطولة ممايعني أن بوابة الفوز ببطولة خليجي 22 مفتوحة على كل الاحتمالات. ومن هنا يصعب التكهن في المجموعتين من سيتأهل لمقص خليجي 22 وهما الأول والثاني من كل مجموعة إذ سيلعب الأول مع الثاني من المجموعة الأخرى بطريقة المقص على خروج المغلوب ليتأهل الفائزان إلى النهائي. ويبقى الانتظاروالترقب المشوب بالغموض عما سيفعله منتخبنا الوطني على أرضه في الرياض وبين جماهيره، ومصدر الغموض الذي يكتنف مسيرة منتخبنا في البطولة ليس لضعف مهارات لاعبيه بل ناتج من جراء عدم ثباته على تشكيلة مميزة إلى درجة أن باب المنتخب أصبح مشرعا لكل اللاعبين بمن فيهم من يجلس على دكة الاحتياط في ناديه. ولعل لوبيز الذي حير الكثير من المراقبين في فهم استراتيجيته -إذا كان لديه أصلا استراتيجية- وعلى أي خط يسير في إعداد المنتخب يفاجئنا في الرياض بصحوة فنية لعقله التدريبي وشخصيا لا أظن أن لديه أكثر مما تخبط. يبقى القول إن ثمة أمر ما في الانتظار قد يحدث ويعيد للأخضر شيئا من توازنه المعروف، فلا قبل للجماهير بالصبر على لوبيز لو أخفق في اللقاء الأول مساء اليوم مع المنتخب القطري على ملعب الملك فهد الدولي، فلا مجال لفرصة تالية قد تفقد منتخبنا بعماء لوبيز الفني فرصة أن يكون بين فرق المقص. مقالة للكاتب محمد السلوم عن جريدة الرياضية