ثأر أتلتيكو مدريد لهزيمته أمام جاره ومنافسه اللدود ريال مدريد في نهائي دوري أبطال أوروبا قبل نحو ثلاثة شهور وتغلب عليه 1-0 مساء الجمعة في مباراة الإياب لكأس السوبر الأسباني، ليحرز أتلتيكو لقب المسابقة للمرة الثانية في تاريخه. وسبق للفريقين أن تعادلا 1-1 ذهابا على استاد "سانتياجو برنابيو" معقل الريال يوم الثلاثاء الماضي. وكان أتلتيكو بحاجة للتعادل السلبي أو للفوز بأي نتيجة في مباراة الإياب على ملعبه باستاد "فيسنتي كالديرون" مساء الجمعة ليتوج بلقبه الثاني في كأس السوبر وهو ما حدث بالفعل من خلال الهدف المبكر الذي سجله المهاجم الكرواتي ماريو ماندزوكيتش في الدقيقة الثانية ليقدم أوراق اعتماده إلى جماهير أتلتيكو بعدما ساهم بقدر رائع في فوز الفريق بالسوبر. وأحرز ماندزوكيتش بهذا أول ألقابه مع أتلتيكو منذ أن انتقل إليه هذا الصيف قادما من بايرن ميونيخ الألماني. وخاض أتلتيكو كأس السوبر للمرة السادسة علما بأنه فاز باللقب مرة واحدة فقط في الماضي وكانت في عام 1985 ولكنه خسر المرات الأربع الأخرى وكانت جميع المرات الخمس أمام برشلونة. وسعى أتلتيكو جاهدا للفوز باللقب هذه المرة والثأر لهزيمته أمام الريال 1-4 قبل نحو ثلاثة أشهر في نهائي دوري أبطال أوروبا وأكد الفريق بهذا الفوز الثمين والتتويج بالسوبر على أن فوزه بلقب الدوري الأسباني في الموسم الماضي لم يكن من قبيل المصادفة أو نجاح خاطف لن يستمر. ويستحوذ برشلونة على الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بلقب كأس السوبر برصيد 11 لقبا مقابل تسعة للريال وثلاثة لديبورتيفو لاكورونا ولقبين فقط لأتلتيكو بينما توج كل من أشبيلية وريال سرقسة وبلنسية وريال مياوركا وأتلتيك بلباو وريال سوسييداد باللقب مرة واحدة سابقة. جاءت بداية المباراة سريعة ومثيرة حيث تبادل الفريقان الهجوم منذ اللحظة الأولى ولم يتأخر أتلتيكو في الإعلان عن تفوقه بتسجيل هدف التقدم في الدقيقة الثانية من اللقاء. وجاء الهدف اثر تمريرة طولية عالية لعبها ميجيل آنخل مويا حارس مرمى أتلتيكو من منطقة الجزاء لتصل أمام منطقة جزاء الريال حيث حاول الفرنسي رافاييل فاران مدافع الريال إبعادها برأسه لكنها تهيأت إلى مواطنه أنطوان جريزمان لاعب أتلتيكو الجديد والذي مررها بدوره إلى الكرواتي ماريو ماندزوكيتش الذي سيطر على الكرة ثم سددها بمهارة إلى داخل المرمى على يمين كاسياس. ورغم محاولات أتلتيكو لتعزيز تقدمه، نجح الريال في إعادة ترتيب أوراقه وفرض أسلوبه وهيمنته على مجريات اللعب بفضل تحركات الويلزي جاريث بيل ومهارة الكولومبي جيمس رودريجيز. ولم يستغل أتلتيكو الضربة الحرة التي احتسبت له حيث وصلت منها الكرة إلى ميراندا داخل منطقة الجزاء ولكنه سددها بطريقة غير متقنة ثم أكملها أحد زملائه بغرابة شديدة إلى خارج الملعب. وأسفرت محاولات الريال عن فرصتين خطيرتين في غضون ثوان قليلة بالدقيقة 25 ولكنه فشل في استغلال الارتباك الدفاعي داخل منطقة جزاء أتلتيكو. ولم يتردد الحكم في طرد الأرجنتيني دييجو سيميوني المدير الفني لأتلتيكو في الدقيقة 26 لاحتجاجه بشكل غير لائق على قرارات التحكيم. وعاند الحظ رودريجيز في الدقيقة 36 لتذهب تسديدته إلى جوار القائم على يسار مويا لتضيع عليه فرصة تسجيل هدف التعادل. وسنحت لبيل فرصة مماثلة في الدقيقة 38 عندما وصلت إليه الكرة على حدود المنطقة ليتخلص من المدافع الأوروجوياني دييجو جودين بمهارة فائقة ويسدد الكرة ولكنها مرت بجوار القائم أيضا. ورد راؤول جارسيا على تفوق اليرال بتسديدة بعيدة المدى في الدقيقة 44 ولكن كاسياس تصدى لها ببراعة وأخرج الكرة لركنية لم تستغل جيدا ولكنها أسفرت عن ركنية أخرى قابلها جارسيا بضربة رأس قوية وهو على بعد خطوات من المرمى لكن الكرة ذهبت فوق العارضة. وأنهى رودريجيز الشوط الأول بتسديدة صاروخية من خارج منطقة الجزاء ولكن الكرة مرت بجوار القائم على يمين مويا. ومع بداية الشوط الثاني، دفع الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني للريال بنجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو بديلا للألماني توني كروس لتنشيط الأداء الهجومي للفريق بحثا عن هدف التعادل. ورغم النشاط الذي بثه رونالدو في صفوف الفريق، كانت الفرصة الخطيرة الأولى في هذا الشوط من نصيب أتلتيكو اثر تمريرة من الناحية اليسرى أكملها راؤول جارسيا بتسديدة مباشرة من داخل منطقة الجزاء لتعبر الكرة فوق كاسياس ولكنها ارتطمت بالعارضة ثم بالأرض قبل أن يبعدها الدفاع. وبعد سلسلة من المحاولات غير المجدية من الفريقين، باغت راؤول جارسيا فريق الريال بتسديدة صاروخية من مسافة بعيدة في الدقيقة 57 ولكنها مرت بجوار القائم على يمين كاسياس. وتبادل رونالدو الكرة مع زميله كريم بنزيمة قبل أن يطلق النجم البرتغالي تسديدة قوية من مسافة بعيدة ولكن الكرة استقرت بين يدي مويا. سدد رونالدو ركلة حرة ولكنها ارتطمت بالحائط البشري الدفاعي لتضيع الفرصة. وباغت كوكي الحارس كاسياس بتسديدة رائعة من خارج منطقة الجزاء في الدقيقة 71 ولكنها مرت فوق العارضة مباشرة. وأتبعها جرزيمان بتسديدة زاحفة من هجمة سريعة أخرى لأتلتيكو ولكن الكرة مرت بجوار القائم على يمين كاسياس. وفشلت محاولات الفريقين لتعديل النتيجة في الدقائق التالية، ونال مودريتش إنذاره الثاني في اللقاء وذلك في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع كما نال رونالدو إنذارا في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع. وشهد الوقت الضائع للمباراة فرصة رائعة للريال اثر تمريرة عرضية من الناحية اليمنى فشل راموس في إيداعها المرمى برأسه وهو على بعد خطوات قليلة من مويا حارس أتلتيكو لينتهي اللقاء بفوز أتلتيكو وتتويجه بلقب السوبر.