انطلق قطار الدوري السعودي للموسم الجديد وسط ترقب أردني كبير هذه المرة، ليس لأن العديد من شرائح عشاق الساحرة المستديرة تجد في هذه الدولة المجاورة دورياً هو الأقوى وأندية هي الأفضل، بل مرد ذلك لأن هذه البطولة الكبيرة ستشهد تواجد "نخبة" ممتازة من نجوم الكرة الأردنية الذين سيظهرون في آتون المنافسة مع مختلف الأندية هناك. منذ أن بدأ تطبيق الإحتراف في الكرة الأردنية والجميع يأمل بأن تتم ملاحظة اللاعب الأردني من قبل الأندية العربية والأجنبية، صحيح أن عدة صفقات تمت على مدار السنوات الماضية لعل أبرزها خروج نجم منتخب الشباب في كأس العالم تحت 20 سنة كندا 2007 FIFA عبدالله ذيب للاحتراف في الدوري البلجيكي وما تبعه من تجارب توصف بالجيدة والناجحة أيضا، لكن هذا العام سيكون فريداً حتما، عندما يخوض أحد عشر لاعبا غمار بطولة الدوري السعودي. كتيبة النشامى مع إنتهاء أغلب الأندية السعودية من إبرام تعاقداتها يمكن الآن التثبت من حقيقة واحدة وهي أن المحترفين الأردنيين باتوا يشكلون حصة الأسد جنبا إلى جنب مع نظرائهم من البرازيل، إذ يبلغ عدد الأردنيين هذا الموسم في الدوري السعودي أحد عشر لاعبا مقابل ثلاثة عشر للبرازيليين، ما يعني أن الكرة الأردنية تملك ثاني أكبر ترسانة من المحترفين هناك وبالتأكيد أكبر مجموعة عربية. فمع تواصل توقيع اللاعبين الأردنيين لعقودهم مع الأندية السعودية، بدأ يسود الكثير من الإرتياح الشارع الرياضي في البلاد، فهذا يعني الكثير بل هو أحد أهداف الإتحاد الكروي الذي يرأسه الأمير الطموح علي بن الحسين، فتواجد هذه النخبة في السعودية وغيرهم من المنتشرين في دول المنطقة، يعني تواصل الإرتقاء بسمعة الكرة الأردنية التي بلغت مراحل متقدمة خصوصا في تصفيات كأس العالم 2014 FIFA، حين فصل الملحق العالمي أمام أوروجواي بينها والتواجد في نهائيات البرازيل، كما سيرتد ذلك إيجابا على تطور مستوى المنتخب الأردني المقبل بداية العام 2015 على خوض منافسات كأس آسيا للمرة الثالثة في تاريخه بطموح كبير. تجارب متواصلة يقسم اللاعبون المحترفون هناك إلى ثلاثة أقسام، أولهم تلك الفئة التي تخوض تجاربها بشكل متواصل في الملاعب السعودية، وعلى رأسهم نجم خط الوسط الدفاعي شادي أبو هشهش الذي سيخوض موسمه الخامس تواليا في الملاعب السعودية، بدأ رحتله في صيف العام 2010 عندما انتقل للتعاون، وقدم أداء متميزاً جعله أحد الأسماء المهمة هناك، حيث مُنح شارة القيادة منذ الموسم الماضي بعد أن عاد إليه مجدداً إثر خوضه لموسم "خيالي" رفقة الفتح الذي توج مه بلقب الدوري للمرة الأولى. يؤكد شادي "تواجد اللاعب الأردني في السعودية مكسب كبير للكرة الأردنية، وأنا فخور بتمثيل زملائي أحسن تمثيل. تعلمت الكثير من فترة الإحتراف التي أقضيها في الملاعب السعودية، حيث يمضي كل شيء على أحسن مستوى. منحي شارة القيادة في فريق التعاون شرف كبير لي، وهي تأكيد على أن اللاعب الأردني يمكن أن يأخذ دوراً رئيسياً، ومن جهتي أسعى لأن أقدم أفضل ما لدي لكي أؤكد على ذلك وأمنح فريقي وجماهيره ما يستحقون من أداء قتالي". مصعب اللحام أحد المواهب الفذة التي ظهرت في السنوات الماضية، نجح في لفت الأنظار إليه وتلقى عقداً من نادي نجران وهو في سن ال22 من عمره، وقد أكد قدراته في أول رحلة إحترافية، حيث ساعد فريقه للحفاظ على مكانه بين الكبار، فقدم أداء متميزاً وسجل خمسة أهداف وصنع العديد لزملاءه. سيبقى هذا الموسم مع نفس الفريق، حيث يقول مصعب "ما زلت في بداية مراحل إحترافي، لا أبحث عن المال، وإنما عن الأداء الفني وتطوير مستواي، بقيت مع نجران لموسم جديد وأنا مرتاح وسأسعى هذا الموسم لمضاعفة جهودي لنتقدم على سلم الترتيب". موهبة أردنية لمعت بشكل لا يشق له غبار، خليل بني عطية الذي صعد بسرعة الصاروخ لعالم النجومية، شد الرحال للسعودية منذ الموسم الماضي منضما للفيصلي وهناك قدم عطاءات رائعة وساعد على احتلال الفريق للمركز السابع، وساعده في ذلك زميله ياسين البخيت الذي لمع نجمه محليا وخرج للاحتراف هناك من قبل وانضم للتعاون ثم الفيصلي، والاتفاق قبل أن ينتقل هذا الموسم من الفيصلي إلى الشعلة. خطوة جديدة القسم الثاني من المحترفين الأردنيين، سبق له وأن خاض التجربة السعودية من قبل، المدافع الصلب أنس بني ياسين عاد هذه المرة من بوابة الرائد بعد أن سبق وأن خاض تجربة طيبة رفقة نجران قبل خمسة مواسم، وبعد أن خاض تجارب أخرى في الكويت والإمارات، جدد العهد مع البطولة السعودية من خلال الرائد. ذات الأمر ينطبق على الهداف حمزة الدردور الذي عاد للملاعب السعودية بعد موسم واحد من تركها، سبق أن احترف مع نجران وقدم مجهوداً يحسب له خصوصا في ظل سنه الصغير وتجربته الأولى، إذ سجل عشرة أهداف كان بها في المركز السادس من بين نخبة الهدافين في الدوري قبل موسمين وتوج أيضا هدافا لنجران. يشرح حمزة عن سر تواجد اللاعب الأردني في السعودية "اللاعب الأردني أثبت وجوده سواء في التجارب السابقة في الاحتراف، او مع المنتخب الأردني في أقوى المستويات التنافسية. تعودنا نحن اللاعبين الأردنيين أن نكون على قدر المسؤولية، ولذلك نحرص على تقديم الأداء الذي يؤكد على تطورنا". ويضيف "بالنسبة لي هذه التجربة الثانية في السعودية، أتطلع لتقديم ذات الأداء الذي حققته مع نجران وأرغب في تسجيل المزيد من الأهداف رفقة الخليج". في الواقع قد بدأ حمزة مشواره بشكل لافت، حيث سجل "هاتريك" فازه به على الدرعية في مستهل مشواره بكأس ولي العهد منذ ثلاثة أيام فقط. في القسم الثالث من المحترفين الأردنيين سيخوض خمسة لاعبين رحلتهم الإحترافية الأولى في الملاعب السعودية، الثنائي إبراهيم زواهرة و شريف عدنان إنضما لزميلهما حمزة في نادي الخليج، فيما سينال علاء الشقران تجربته مع هجر، وسبق للشقران أن لعب في الوحدة السوري منذ عدة مواسم. الصفقتان الكبيرتان وأخيراً وليس آخراَ، الصفقتان الأكبر هذا الموسم، كانت من نصيب مدافعي فريق الوحدات، طارق خطاب ومحمد الدميري، صعد نجم المدافع الشاب طارق خطاب منذ أن لعب في المنتخب الوطني خلال المراحل الحاسمة من تصفيات كأس العالم، وساعد فريقه الوحدات على الظفر بالدوري والكأس المحليتين، وقد نال إعجاب نادي الشباب الذي قدمه له عرضا مغريا، فوافق خطاب دون تردد، حيث قال عند توقيع العقود "إنه شرف كبير الإنضمام لنادي كبير مثل الشباب، أنا متحمس لبدء مسيرتي مع الفريق وإظهار قدراتي ومساعدة النادي خلال هذا الموسم، لن أدخر جهدا في سبيل تطوير أدائي وآمل أن أكون عند حسن الجميع في هذا النادي". رغم أنه وصل الفريق بوقت متأخر من التحضيرات إلا أن سيرة اللاعب ستشهد تسجيل أول ألقاب الشباب هذا الموسم، حيث ظفر "الليث" بكأس السوبر السعودي بفوزه على النصر. أما محمد الدميري الذي يشغل مركز الظهير الأيسر وأمكانية اللعب في قلب الدفاع، فقد حظي أخيراً بتقدير كبير نظير أداءه الممتاز رفقة الوحدات والمنتخب الأردني، فنال عرضا من إتحاد جدة فانتقل إليه دون تردد، ليبدأ مشواره بسرعة، وقد استهل مشواره مع الفريق بالدوري وساعد "العميد" على تسجيل أول فوزين له في البطولة. سيحظى الدميري بمشاركة فريدة أيضا في دوري أبطال آسيا، حين يواجه الإتحاد نظيره العين الإماراتي، وقد يجد نفسه يعد مرحتلين فقط في نهائي دوري الأبطال. * نقلاً عن موقع الفيفا