لم يكن يحتاج المنتخب الإيطالي "عضة" من سواريز ليودع بعدها كأس العالم من الدور الأول ، فالأسباب أكبر بكثير من أن تُبرر ب(عضة) أو حتى أخطاء تحكيمية ونحوها . منذ سنوات والظروف التي تمر بها الكرة الإيطالية لا تسر العدو قبل الصديق ، فلا دلائل ولا قرائن أكبر من حال أنديتها الكبيرة التي لم تعد قادرة على المنافسة خارجياً ولا حتى محلياً ، زد على ذلك حال المنشآت الرياضية التي تقادمت وتآكلت ولم تعد بيئة جاذبة للجماهير ، فإذا ما استثنينا ملعب "اليوفي" فسنجد أن إيطاليا مقارنة بغيرها من الدول الأوروبية تعيش أزمة حقيقية في ملاعب كرة القدم ، تمخّض عنها ضعف كبير في مداخيل الأندية والتي تعتمد بدرجة كبيرة على الحضور الجماهيري . هذه الظروف كان لابد لها أن تلقي بظلالها على المنتخب والذي خفت بريقه بشكل تدريجي حتى وصل إلى ما وصل إليه اليوم . تعاطفت كثيراً مع برانديلي المسكين وهو يحاول الهروب من هذا الواقع التعيس وتقديم ما يحفظ للإيطاليين بعضاً من كبريائهم ، لاسيما في تظاهرة تلتقي عندها أنظار كل العالم .. مسكين برانديلي حين أصر على خوض مغامرة كبيرة جداً وجديدة على تاريخ إيطاليا الكروي وذلك بتحويل الطريقة الدفاعية التي نشأت وتأدلجت عليها الكرة الإيطالية إلى طريقة يغلب عليها الطابع الهجومي علّه يفاجئ بها خصومه ، لكنها فيما يبدو فاجئت لاعبيه وأضرت بالفريق وضربت توازنه ، وانهارت معها بسهولة آمال كل الإيطاليين . ترى أين سيقف الحال بالكرة الإيطالية في ظل شحّ الأندية والمدارس الكروية على تصدير مواهب أصيلة لا تصدأ أمثال باجيو ومالديني أو حتى أمثال بيرلو وبوفون . Twitter@munif_2012 Sent from my iPad