قدر الله عليّ، وقرأت روزنامة الموسم السعودي المقبل، فأصبت بصداع نصفي، لم تنفع معه المسكنات، وحمدت الله أني لست في مكان فهد المصيبيح أو مساعده عادل البطي. وجدت أمرا مهولا يعطل خلايا مخ أي عاقل يتابع كرة القدم، وينظر إلى الجيران والأصدقاء، ويتمنى أن يكون دوري بلاده المسمى ب''زين'' زينا، اسما ورسما، أو على الأقل زوين وحليو. منذ انطلاق الدوري في أغسطس، وحتى نهاية الدور الأول، لا يمر شهر في الموسم السعودي دون تأجيل أربع مباريات على الأقل، وإليكم الحسبة: في شهر سبتمبر ستؤجل يوم 22 مباراة للاتفاق، وفي 14 منه ستؤجل مباريات لفرق الاتحاد والهلال والأهلي، أما الشهر التالي فستؤجل يوم 19 أربع مباريات للفرق ذاتها، وفي اليوم الأول من الشهر التالي ستؤجل أربع أيضا للأربعة الآسيويين، وإذا واصل الرباعي الآسيوي حضوره في دوري الأبطال وكأس الاتحاد، فإن التأجيل مستمر أيضا حتى العاشر من شهر نوفمبر. هذا عن الفرق الأربعة، أما الصداع الأكبر الذي تشعر معه بمطاردة جفنيك لحاجبيك، مع زغللة متوقعة لبؤبؤ العين، وانفراج حاد في الفكين، وارتفاع في الحرارة، يأتيك مباشرة عندما تعلم أن الدوري سيتوقف نهائيا خلال الفترات التالية: 10 إلى 15/8، و3- 11/9، 8- 16/10، و11 إلى 14/11، و29 ديسمبر إلى 18/1 بسبب دورة الخليج، و1-6/2، وكلها بسبب معسكرات قصيرة للمنتخب الأول في أيام فيفا وتحضيراتها لتصفيات آسيا وكأس الخليج، ولا يأبه الاتحاد السعودي بالصداع الذي تسبب فيه، ليأتي بكل ثقة داعيا النصر والفتح للمشاركة في دوري أبطال العرب في الموسم الجديد، وإذا ما استمر الثنائي في البطولة إلى أدوارها المتقدمة، فستة فرق ستغيب عن بعض الجولات، والمؤجلات تزداد مؤجلات. وكل هذا في الدور الأول، أما الدور الثاني الذي لم يصدر بعد، فيحق لي وللمتابعين أن نردد مقولة عادل إمام الشهيرة في فيلم المتسول (ح يعملوا فينا إيه .. ح يعملوا فينا إيه..). يبدو لي أن العاملين في اللجنة الفنية والمسابقات قرأوا جيدا المسابقات الآسيوية، ورصدوا توقعاتهم، حتى إنهم أشاروا في الجدول إلى المباريات الآسيوية التي قد توافق موسم الحج، وسعي المجموعة العربية في الاتحاد القاري إلى تأجيلها، وتمت الإشارة إلى ذلك في الروزنامة، هذا عمل جيد، لكن غير الجيد الذي يبعثر الأوراق والجهد، وقد ينقل الصداع إلى القارئ العزيز هو تشتت الدوري السعودي بين أيام الأسبوع، مرة يلعب أحد وإثنين، ومرة في نهاية الأسبوع، ومرة يطلع لك يوم ثلاثاء لوحده، ولا تعرف له موعدا، وهنا مربط الفرس. هنا يا فهد المصيبيح ويا عادل البطي، اربطا الحصان، فلقد كفاكما الاتحاد الآسيوي مؤنة ملاحقة أيامه بتحديد يومي الثلاثاء والأربعاء لجولاته، وكفاكم الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا التنقل خلفه بحثا عن أيامه حين حددها دائما بيوم الأربعاء، هكذا فعلوا في كوالالمبور وزيورخ، فلماذا لا تفعلون مثل ما فعلوا، أم أن للرياض خصوصيتها الخاصة؟ عن الاقتصادية