عندما تتحول العلاقة من مهنية إلى عاطفية طبيعي جداً أن تختلف مقاييس التقييم والأخذ والرد والتعامل وكل شيء يربط بين طرفي هذه العلاقة. علاقة الجابر بالهلال خلال الموسم الرياضي المنصرم لم تحكمها المهنية، وإنما دخلت في السياق العاطفي ذاته، الذي يجمع بين مشجع ونجم (لاعب) جميعهم أو على الأقل أغلبهم تعاملوا مع الجابر بالدعم نفسه، الذي لن يجده كلاعب مع اختلاف المهام بين الحالتين، وأقصد حالة الجابر (كلاعب أو مدرب) تكليفه بالمهمة تم بالعاطفة. تقييم عمله تم بالمقياس نفسه. التعاطي مع نتائج الفريق وعمل سامي المدرب كان عاطفيا. حتى عندما اجتمعوا لاتخاذ قرار رحيله أو استمراره كانت العاطفة هي التي حضرت وغاب المنطق. لأن اتخاذ القرار في مثل هذه الحالات لا يخضع سوى لمقياس واحد فإما أن يكون ناجحا في عمله ويستمر أو أنه فشل ويرحل. وهذا هو ديدن الهلال مع كل المدربين الذي أشرفوا عليه، فقرار إقالة المدرب لا يستحق أكثر من خبر يوزع عبر المركز الإعلامي كما حدث من أيام بيسيرو وحتى زلاتكو – حسب ما تحتفظ به ذاكرتي -. من حق الهلاليين أن يحفظوا للاعبيهم التاريخي مكانته ولكن أيضاً من حق الهلال (الكيان) ألا يدخل في تقسيمات وتحزبات وعواطف. الهلاليون المدافعون عن الجابر والمطالبات ببقائه سيرتهم عواطفهم ويتحججون بنتائج كانوا قبل موسم الجابر هم أكبر الرافضين لها. مثل فريقنا وصيف الدوري وكأس ولي العهد لأنهم لا يقتنعون بموسم (أبيض) ولكن مع الجابر يرون بأنه إنجاز. أما المطالبون برحيله فهم يتحدثون في همس عن موسم سيئ للفريق، وجد فيه المدرب كل الدعم وتحققت كل مطالبه ومع ذلك لم يحقق أي بطولة. ولكنهم لا يريدون لأحد يقول إن أسطورتهم فشل. فاصلة حسب رأي الشخصي أرى أن موسم الجابر مع الهلال ناجح لاعتبارات البداية وقلة الخبرة والتجربة، ومن المنطق أن يستمر موسما آخر للتقييم والمحاسبة حتى على الأقل لا نقتل فيه هذا الطموح والرغبة بأن يكون أول مدرب وطني يبدأ من رأس الهرم. وهذا الرأي يخصني شخصيا وليست له علاقة بالعاطفة الهلالية. مقالة للكاتب حسن عبدالقادر عن جريدة الوطن