كتبت قبل ثلاثة أسابيع مقالا بعنوان (حقيقة النصر) بعد أن فاز الفريق ببطولة كأس ولي العهد رفضت من خلاله أن تعمى أبصار النصراويين عن حقيقة فريقهم والعوامل التي تسانده وأهمها الغياب الفني الكبير للفرق الكبيرة هذا الموسم وأخطاء التحكيم لصالحهم وأيضا لم أنس أبدا الاعتراف بقوة النصر وانضباطية لاعبيه وتفوق مدربه ورئيسه. أخذ الأمور بدون عواطف هو الطريق الحقيقي لديمومة النجاح لأن سقوط الأقنعة وانكشافها أمر مؤلم وعواقبه وخيمة.. ربما أن فريق النصر يريد أي بطولة ليعود اسماً مهماً بعد غياب طويل لكن على محبيه أن يدركوا حقيقة المشهد وواقعه التنافسي وأن لا يركنوا إلى أن فريقهم لايقهر ولن تكون رباعية الهلال سوى بداية العلاج لوأد الخيال الجامح بعقول النصراويين فالقادم صعب جدا جدا ولن تكون الأحوال هي الأحوال.. هدفان من أهداف الفريق أمام الهلال غير شرعية وضربة جزاء للهلال غير محتسبة..!! لن يستمر ذلك بالطبع.. على النصراويين أن يدركوا حقيقة الفريق جدياً في قادم الأيام..!! تماما كما هو الهلال، فرباعية الفريق أمام النصر لن تنسي الهلاليين مرارة الاهتزاز الفني..!! الهدف الأول جاء من لعبة أساسها تسلل واضح.. بل حتى تصويبة الهدف جاءت بشكل عشوائي حالف الحظ ياسر القحطاني ليكملها مدافع النصر بالمرمى..!! طبعا لا يمكن أن أتجاهل هدفه السينمائي الثاني.. رااااائع ضربة جزاء واضحة للنصر لم يحتسبها الحكم ضد حارس المرمى فايز السبيعي..! أعرف أنها اخطاء تحدث بكل مكان لكن يجب أن تؤخذ كعوامل مساندة جلبت الفوز حتى والهلال أفضل ..!! يحق للهلاليين الغضب من هذا الرأي لأنهم ينظرون بزاوية لا يمكن أن أنظر منها باعتباري ناقداً الآن ولست مشجعاً..!! للتقريب أكثر.. فاز الهلال على الاتحاد برباعية أول الموسم لكنها لم تكن مجدية ليستمر الفريق فنيا بأدائه بشكل مرتفع لذلك واجه صعوبات كبيرة بالدوري جعلته هزيلا..!! إذن ما هو التحدي القادم؟؟ سؤال مهم جدا.. التحدي الذي يواجهه الجابر هو استمرار الفريق بحالة فنية جيدة كما ظهر أمام النصر وأن لا يعود لنقطة البداية مرة اخرى والتي وصلت حد التشكيك بالأجهزة الفنية وحتى مجلس الإدارة..!! نعم فوز مهم لكنه لا يلغي هفوات الدفاع المتكررة وعدم إلمامهم بأبجديات مراقبة الخصوم داخل منطقة الجزاء وهي العلة التي فشل الجابر بعلاجها..!! الهلال لن يعود كما هو الهلال بشكل سريع.. يجب أن تعرف جماهيره ذلك.. على الجابر أن يأخذ وقتا أطول إن كنتم تريدون صناعة مدرب وصناعة فريق.. معادلة ربما تتم فهي ليست مستحيلة.. فقط لنتعامل مع واقع وليس عاطفة.. كارينهو عندما تم طرده افتقد سلاحه النفسي الذي كان يستخدمه للنهوض بروح اللاعبين لذلك سقط فريقه حتى وهو يلعب أمام فريق ناقص..!! يجب أن لا نجعل العاطفة تسوق قراراتنا.. علينا أن نراجع الأمور منذ بدايتها ونتفحصها جيدا لنعطي القرار الصحيح لأن حالة الانبهار والفرح خداعة ولا تعطي المعيار الحقيقي للتقييم..! الجابر.. عليك أن تواصل مع فريقك جيدا حتى النهاية فلديك عناصر لا توجد بأي فريق آخر وهو اختبار حقيقي لقدراتك التي لم تظهر حتى الآن بشكل مكتمل لكنك أمام مشهد مفتوح لا يمكن معه أن يتراجع مستوى الفريق كما في السابق..!! كارينهو.. تذكر أن فريقك جيد لكن هزيمته واردة ولذلك استمر بالكاريزما الجيدة التي تملكها ولا تحاول تشتيت فريقك فأنت من أفضل المدربين لكن مثل تلك المواقف قد تهز من تقييمك فابق ثابتا فليس هناك كبير واحد..!! يحق للجماهير الفرح والتباهي.. لكننا مؤتمنون على نبض الكلمة وإعطائها لهم بالشكل الذي يعطي لهم مساحة من التقييم والتعليق بعيدا عن عاطفة الحب والانتماء بل بمقاييس واقعية ففي الأخير ينتصر الحوار والكلمة الهادفة وقطعا ستسقط أقنعة الخيال اللا واقعي ..!! قبل الطبع: الشك ليس وضعا مستساغا، لكن اليقين حماقة. (فولتير)