بعد ست سنوات امضاها في تدريب المنتخب الكرواتي لكرة القدم، يبحث سلافن بيليتش عن لقب اوروبي يختم به مسيرته مع بلاده قبل الانتقال الى تدريب نادي لوكوموتيف موسكو الروسي. ليس حلما مستحيلا، فكرواتيا حلت ثالثة في مونديال 1998 وبلغت ربع نهائي كأس اوروبا 2008 قبل ان تسقط في الدقيقة الاخيرة امام تركيا التي عادلتها وفازت لاحقا بركلات الترجيح. ثأرت كرواتيا من تركيا عندما هزمتها في الملحق الاخير وبلغت نهائيات بولندا واوكرانيا هذه المرة، لكن مرارة الخروج الأخير لا تزال عالقة في حلق الكرواتيين الذين يواجهون ايطاليا واسبانيا وجمهورية ايرلندا في الدور الاول. قال بيليتش انذاك: "(الخسارة امام تركيا في ربع النهائي) ستطاردنا طوال ايام حياتنا". وعلى رغم عجز كرواتيا بالتأهل الى نهائيات جنوب افريقيا 2010، الا ان بيليتش (43 عاما) سيحتاج لموهبته باقناع اللاعبين الكروات انه يمكنهم بلوغ النهائي في 1 تموز/يوليو المقبل: "انا بالطبع مدرب افضل مما كنت عليه في 2008، لكن الهدف لا يزال الفوز بكأس اوروبا". واقر بان التحدي في كأس اوروبا اصعب من كأس العالم: "اعتقد ان كأس اوروبا هي اقسى مسابقة في اللعبة. لا اقول انها اصعب من كأس العالم، لكن على الاقل في الاخيرة تكون مستويات المنتخبات اكثر تفاوتا". وعن خصومه المقبلين لا يبدو بيليتش خائفا لكنه يحترم اسبانيا بطلة العالم واوروبا ويعتبرها قابلة للهزيمة خصوصا بطريقة لعب الكروات الهجومية: "انا متفائل. الناس تتحدث عن اسبانيا، لكن في اوروبا 2008 فازت على ايطاليا بركلات الترجيح في ربع النهائي، وفي كأس العالم 2010 خسرت امام سويسرا في الدور الاول، وعانت امام تشيلي والباراغواي". وتابع بيليتش الطليق بالانكليزية والالمانية والايطالية: "اذا لعبوا بنسبة 20% اقل من مستواهم، لديك فرصة الفوز عليهم حتى لو كانت الفرص اكثر في مصلحتهم". كان الامتحان الاول لتشكيلة المدرب بيليتش الشابة في نهائيات اوروبا 2008 التي دخلها الكروات من الباب الخلفي بعد خروجهم من الدور الاول في اوروبا 2004 ومونديال 2006. "غير سوي" هو اللقب المعطى لبيليتش اصغر مدرب في البطولة الاخيرة نظرا لسلوكه الغريب، وهو اقر بانه دخل كلية الحقوق "فقط لانها كانت الاقرب الى بيتي". عاش نجم كرواتيا في مونديال 1998 مرحلة جديدة في مسيرته الرياضية، لكنه لم يحول مظهره الخارجي كزملائه من المدربين الشبان، فبقي يلبس قميصا عليها صورة "تشي غيفارا" وحذاء "كونفرس" الرياضي المحبوب من عشاق موسيقى الروك ويضع الاقراط في اذنيه. وبموازاة اشرافه على كرواتيا، تمكن بيليتش عازف الغيتار من تسجيل قطعة موسيقية مع فريقه "راوباو" تحت اسم "فاترينو لوديلو" او الجنون المتقد، اضحت النشيد الرسمي للمشجعين الكروات. لم يتأخر بيليتش فور استلامه مهام المدرب في تموز/يوليو 2006 في ابعاد بعض الحرس القديم، مستدعيا لاعبين شبانا خبرهم مع منتخب الشباب مثل ادواردو داسيلفا وملادن بتريتش واونيين فوكوييفيتش وايفان راكيتيتش. دخل بيليتش قلوب الكروات عندما شارك في جميع مباريات كرواتيا في مونديال 1998، وهو مصاب في وركه وتحت تأثير الادوية والمهدئات، واستمر عشق الناس له بعد ان اصبح مدربا. شعور الكروات تجاه بيليتش في مونديال 1998 قابله غضب كبير من الفرنسيين تجاه اللاعب انذاك، بعد ان تسبب ب"طريقة كوميدية" كما وصفها المدرب الفرنسي ايميه جاكيه بطرد قلب دفاعهم لوران بلان (مدرب فرنسا الحالي الذي قد يواجهه في الدور الثاني) وحرمانه من خوض النهائي امام البرازيل، فحل بدلا منه فرانك لوبوف.