تتطلع كرواتيا بقيادة المدرب سلافن بيليتش إلى تكرار إنجاز مونديال 1998 حين حلت ثالثة في كأس العالم لكرة القدم التي احتضنتها فرنسا عندما كان المدرب الحالي لاعباً في صفوفها. ويتعين على المدافع الدولي السابق بيليتش (44 مباراة دولية و3 أهداف) ورجاله بذل جهود مضاعفة للتأهل إلى ربع النهائي عن المجموعة الثالثة التي تضم إسبانيا حاملة اللقب وبطلة العالم في مونديال 2010 في جنوب أفريقيا، وإيطاليا وجمهورية إيرلندا، وقد يستطيع تحقيق ذلك انطلاقا من تراكم خبرة الماضي التي سيعمل على توظيفها دون شك في خدمة الحاضر. وأعلن بيليتش مرات عدة أنه يهدف إلى بلوغ ربع النهائي على الأقل رغم إسبانيا وإيطاليا، وقال "سنذهب إلى هناك من أجل الفوز وسأصاب بخيبة أمل كبيرة في حال لم ننجح في تخطي الدور الأول". ويطيل بيليتش - ثاني أصغر المدربين المشاركين في البطولة الأوروبية (43 عاماً) والذي سيشرف بعد انتهائها على لوكوموتيف موسكو الروسي بعد 6 سنوات من تدريب منتخب بلاده - التمعن ويستفيض في المقارنة بين تشكيلة 1998 والتشكيلة الحالية، ويقول "دائماً أطرح على نفسي هذا السؤال. لكن أنا لست موضوعياً. كلاهما جيد ومن مستوى رفيع، وكما كان المنتخب السابق، يوجد في الحالي بعض نقاط الضعف". ويضيف "سأعمل بكل ما أستطيع لتكرار النجاحات التي حققها هذا البلد الصغير عام 1998. "نحن أمام مهمة حاسمة، وأنا لا أفكر في ما سيحدث بعد ذلك، ولكن فقط في تحقيق هذا الهدف، أنا بالتأكيد أفضل مدرب مقارنة مع عام 2008، ولكن الهدف هو نفسه: الفوز بكأس أوروبا 2012". وسطع نجم بيليتش كمدرب وأصبح بطلاً قومياً بعد فوز كرواتيا على إنجلترا 3-2 على إستاد ويمبلي في لندن عام 2007، وحرم الإنجليز من التأهل إلى كأس أوروبا في سويسرا والنمسا؛ حيث حلت كرواتيا خامسة لكنها فشلت في التأهل بعد ذلك إلى مونديال 2010 في جنوب أفريقيا. لكن نجم كرواتيا لم يسطع كمنتخب كبير رغم أنها لم تهزم إلا 7 مرات في آخر 61 مباراة كان آخرها أمام اليونان، بطلة 2004، في الجولة الأخيرة من تصفيات المجموعة السادسة (صفر-2) ففقدت الصدارة وتعين عليها خوض الملحق؛ حيث نجحت في الثأر من تركيا وتأهلت إلى النهائيات (3-صفر ذهاباً في إسطنبول، وصفر- صفر إيابا في زغرب). وكانت تركيا أخرجت كرواتيا من ربع نهائي كأس أوروبا 2008 بركلات الترجيح. ويعتمد بيليتش في حساباته كثيراً على النتائج التي حققها المنتخب الكرواتي تحت إشرافه، ويقول "كسبنا 40 مباراة وخسرنا 7 تحت إشرافي، وهذا رقم قياسي ونادر بالنسبة إلى أي منتخب على الصعيد الدولي". ويضيف "سنحاول فرض أسلوبنا في كل مباراة والسيطرة والتحكم بالمجريات وخلق أكبر فرص، وبهذه الطريقة نجحنا معظم الأحيان في تحقيق الفوز. يدور الحديث دائما عن إسبانيا، لكن من خلال نظرة إلى نتائجها في كأس أوروبا 2008، نجد أنها فازت على إيطاليا بركلات الترجيح في ربع النهائي، ثم خسرت أمام سويسرا (صفر-1) في مونديال 2010، وعانت أمام هندوراس (2-صفر) وتشيلي (2-1)، ولذلك أنا متفائل". ويعتمد بيليتش على مجموعة كبيرة من أصحاب الخبرة مع الأندية الأوروبية ويبرز منهم المدافع فيردان كورلوكا (باير ليفركوزن الألماني)، ولاعبوا الوسط نيكو كرانيكار ولوكا مودريتش (توتنهام الإنجليزي) وايفو ايليسيفيتش (هامبورغ الالماني) وايفان بيريسيتش (بوروسيا دورتموند الألماني)، والمهاجمون ايفيكا اوليتش (بايرن ميونيخ) وماريو ماندزوكيتش (فولفسبورغ الألماني) ونيكيسا ييلافيتش (ايفرتون الإنجليزي). وتشكل كأس أوروبا 2012 وما بعدها حقبة جديدة ونقطة تحول في كرة القدم الكرواتية حيث سيترك بيليتش منصبه كمدرب، ورئيس الاتحاد فلاتكو ماركوفيتش (75 عاما) - بعد أن شغل منصبه منذ 1998 - إذا ما أدت الانتخابات الرئاسية المقررة في 5 يوليو المقبل إلى فوز زميل المدرب الحالي الدولي السابق دافور سوكر (44 عاما).