في الطريق المؤهل إلى كأس العالم في جنوب أفريقيا 2010، كان منتخب بنين أحد مفاجآت التصفيات وقاب قوسين أو أدنى من بلوغ النهائيات محققاً مفاجأة مدوية، لكن المنتخب الغاني الذي بلغ ربع النهائي في العرس العالمي حال دون ذلك قبل أربع سنوات. نجح منتخب "السناجب" في بلوغ نهائيات كأس الأمم الأفريقية CAF ثلاث مرات في النسخات الخمس الأخيرة، ويأمل في تحقيق مشوار ناجح في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم في البرازيل 2014، وقد وضع ثقته بالنجم الدولي الفرنسي السابق مانويل أموروس لتحقيق هذا الهدف عندما أوكل اليه استلام الجهاز الفني التدريبي. كان أموروس ظهيراً أيسر لامعاً في أيامه وشارك في نهائيات كأس العالم مرتين حيث احتل فريقه المركز الرابع عام 1982، والثالث بعد أربع سنوات. وناشد المدرب الشاب لاعبيه بالتركيز قبل المباراة الإفتتاحية لفريقه المقررة ضد مالي على ملعب الصداقة في العاصمة كوتونو، مشيراً إلى الأهمية القصوى للمباراة الأولى. وقال أموروس "اللعب في مواجهة مالي على ملعبنا يشكل تحدياً هاماً. أنهت مالي كأس الأمم الأفريقية عام 2012 في المركز الثالث وتملك لاعبين كبار بعضهم يلعب ضمن أندية أوروبية تشارك في دوري أبطال أوروبا، وبالتالي يتعين علينا ان نأخذ المباراة الأولى بجدية كبيرة. نشعر بوجود توقعات كبيرة لدى أنصار المنتخب ولا نريد ان يشعروا بخيبة أمل". وأشار أموروس بأن فريقه يسعى إلى الثأر من مالي التي انتزعت أربع نقاط من بنين في التصفيات المؤهلة إلى جنوب أفريقيا 2010 بقوله "لم يسبق لبنين أن تغلبت على مالي لكننا مصممون على محو التاريخ." بيد أن مالي ليس العائق الوحيد الذي يعترض طريق بنين في التصفيات لأن المجموعة الثامنة تضم أيضاً منتخبي الجزائر ورواندا ويدرك أموروس تماماً بأن عملاً كبيراً ينتظر فريقه إذا أراد بلوغ الدور النهائي من التصفيات ويعترف بالقول "على الرغم من أن فريقي ليس مرشحاً لكن في المقابل لا نخشى مواجهة أي فريق. ندرك تماماً بأن الترشيحات تصب في مصلحة مالي والجزائر، لكن لكل مباراة حساباتها. كل شيء يمكن أن يحصل على مدى 90 دقيقة." عمل دؤوب يجلب النجاح تعتبر بنين ثاني منتخب يشرف على تدريبه أموروس بعد جزر القمر، كما سبق له أن خاض تجربة في الكويت وفي موطنه فرنسا. ويقول في هذا الصدد "بالطبع، الإشراف على منتخب وطني يختلف كلياً عن الإشراف على ناد. فهنا أنت تعمل مع اللاعبين لبضعة أيام خلال الشهر استعدادا للمباريات الدولية. شهر يونيو/حزيران يعتبر استثناء لأنه يمكن الحصول على اللاعبين لفترة أطول. لقد أمضينا أسبوعاً رائعاً من التدريب نجحنا في نهايته من الخروج متعادلين مع بوركينا فاسو 2-2. كانت المرة الأولى التي أتمكن فيها من العمل مع مجموعة من اللاعبين لهذه الفترة الطويلة وبالتالي أنا سعيد بهذا الأمر." وخلافاً لعدة مدربين أوروبيين في القارة الأفريقية، قرر أموروس (50 عاماً) الذي عيّن بدلاً من آدمي كودجو في يناير/كانون الثاني 2012، الإقامة في أفريقيا وقال "أعيش في بنين ومقر إقامتي في كوتونو. أشرف على تدريب المنتخب الوطني وأسافر بصورة منتظمة إلى أوروبا للقاء لاعبي فريقي الذين يلعبون في الخارج." يملك أموروس الفائز في صفوف منتخب بلاده بكأس الأمم الأوروبية عام 1984، مجموعة من اللاعبين المحترفين في الأندية الأوروبية يستطيع الإعتماد عليهم. لكن هذا لا يعني بأنه لا يعتمد أيضاً على اللاعبين المحليين. وكشف أموروس "اللاعبون المحليون يملكون الفرصة. الكرة في بنين في بداية حقبة جديدة. لقد تم إعادة اطلاق الدوري المحلي العام الماضي بمشاركة 12 فريقاً في حين سيتم رفع العدد إلى 14 نادياً في النسخة المقبلة. وبالتالي سيكون لدينا قاعدة أكبر لإجراء الخيارات." لا شك بأن النجم الأبرز في صفوف بنين هو ستيفان سيسينيون الذي لفت أنظار أندية الدرجة الإنجليزية الممتازة في الآونة الأخيرة بعد تألقه الموسم الفائت في صفوف سندرلاند حيث شارك أساسياً في 42 مباراة من أصل 43 لفريقه واختير لاعب الموسم في فريقه. ويقول عنه أموروس "إنه ورقتنا الرابحة. فهو دائماً ما يعير انتباها كبيراً ونشعر بأنه يريد أن يتعلم دائماً. ما أقدر فيه أيضا ذلك الدافع الكبير الذي يملكه عندما يرتدي ألوان المنتخب الوطني والطموح الكبير لتقديم أفضل ما لديه للفريق." وعندما يسأل عن تطلعات فريقه بدا أموروس واثقا من قدرته على مواصلة عملية تطوير منتخب بنين لجعله أكثر قوة وقال "هل يمكن أن تخلق بنين المفاجأة على الصعيد الأفريقي مستقبلاً؟ لم لا! نحن نعمل في هذا الصدد. لكن لا وجود لأي أسرار: نحن نحتاج إلى الوقت والإستقرار."