يستضيف ملعب "آلتون دا شيلا" بمدينة لوبانغو اليوم (الأحد) مواجهتين مصيريتين في الجولة الثانية لمباريات المجموعة الرابعة بكأس الأمم الأفريقية لكرة القدم إذ تلتقي تونس الغابون وتواجه الكاميرون زامبيا، علماً أن الغابون تتصدر المجموعة برصيد 3 نقاط بهدف من دون رد، فيما سقطت تونس في فخ التعادل مع زامبيا في الجولة ذاتها. ويسعى المنتخب التونسي إلى استعادة توازنه بعد أدائه المخيب أمام زامبيا الذي منحه نقطة يتيمة جعلته يخوض لقاء اليوم أمام الغابون وهو في وضع حرج إذ لا بد من أن يحقق الفوز كي يحافظ على أمل بلوغ ربع النهائي وتفادي كارثة جديدة للكرة التونسية التي لم يلتئم جرحها إثر الإخفاق في عدم بلوغ كأس العالم 2010. ويؤكد المدير الفني لمنتخب تونس فوزي البنزرتي أن الفوز هو الخيار الوحيد لفريقه اليوم، مشيراً إلى أن لاعبيه استفادوا كثيراً من أخطائهم في اللقاء السابق أمام زامبيا، وأضاف: "التعادل عادل، منتخب زامبيا قوي وكبير، جميع المنتخبات الحاضرة هنا في أنغولا قوية وكبيرة، لقد خضنا معاً التصفيات المشتركة المؤهلة إلى نهائيات كأسي العالم وأفريقيا وبالتالي فإن أفضل المنتخبات مشاركة هنا، وليست هناك منتخبات قوية أو ضعيفة في البطولة، الجميع يقاتل من أجل الفوز، وهذا ما نلمسه في نتائج المباريات التي أقيمت حتى الآن". وتابع: "خروجنا من تصفيات المونديال خلّف صدمة كبيرة، قمنا بتجديد صفوف المنتخب الذي باتت تركيبته البشرية تركز على اللاعبين الشباب الذين وجدوا صعوبة في الدخول في أجواء المباراة في شوطها الأول، لكننا قدمنا شوطاً ثانياً جيداً وكان بإمكاننا تحقيق الفوز، يبدو لي أن الحكم تغاضى عن ركلة جزاء لنا، لكن عموماً التعادل كان عادلاً". من جانبه، يأمل المنتخب الغابوني في خطف نقطة على الأقل تمهد طريقه لربع النهائي، خصوصاً أنه يملك 3 نقاط من فوزه التاريخي على الكاميرون في الجولة السابقة، وستكون مهمته أسهل نسبياً أمام زامبيا في الجولة الثالثة قياساً بخبرة وتاريخ تونس والكاميرون ويتصاعد مؤشر أداء الغابون الغائبة عن نهائيات كأس الأمم الأفريقية منذ عام 2000 خلال الفترة الأخيرة إذ كانت سبباً في إقصاء المنتخب المغربي "أسود الأطلس" عن "أنغولا 2010" بل نافست بقوة على بطاقة التأهل لكأس العالم التي خطفتها الكاميرون، ونجح المدير الفني للغابون الفرنسي ألان غيريس في الاستقرار على توليفة من اللاعبين تمكنت من الفوز على المغرب ذهاباً 2-1 في الدارالبيضاء، وإياباً 3-1 في ليبرفيل في التصفيات الأفريقية الأخيرة المؤهلة للمونديال والبطولة الأفريقية معاً، ثم فجرت مفاجأة مدوية بإسقاط أسود الكاميرون بهدف من دون رد في انطلاق مشوار المنتخب الغابوني في البطولة الحالية ليتصدر مجموعته ويخالف جميع التوقعات. الأسود الجريحة تتوعد زامبيا وستكون سمعة وتاريخ الكاميرون أو منتخب "الأسود" على المحك في مواجهته اليوم مع زامبيا، إذ إن الخسارة تعني الخروج الباكر من البطولة وهذا يعني فقد البطولة أحد أبرز المرشحين للقب وضياع حلم عدد من أبرز لاعبي الأندية الأوروبية في التتويج بالكأس يتقدمهم مهاجم انتر ميلان الإيطالي صامويل إيتو الذي بعث برسالة تطمين لجمهور بلاده عقب السقوط المفاجئ أمام الغابون في بداية المشوار بالبطولة في كلمة إلى الإعلام والصحافة الكاميرونية قال فيها: "قولوا إلى الكاميرونيين أن يبقوا هادئين، لأننا سنتأهل إلى ربع النهائي". مضيفاً: "لم ننجح في ترجمة الفرص التي سنحت أمامنا إلى أهداف، وسيطرنا على مجريات المباراة بأكملها لكن من دون جدوى، لم نكن في يومنا لكن لا تزال أمامنا مباراتان يجب أن ننتصر فيهما، وقبل عامين عانينا من الوضع ذاته عندما خسرنا أمام مصر، وواجهنا زامبيا في الثانية وفزنا في جميع المباريات حتى بلغنا المباراة النهائية، يجب أن نسجل أهدافاً كثيرة وهذا هو المهم". كما أكد المدير الفني لمنتخب الكاميرون الفرنسي بول لوغوين ثقته في قدرة لاعبيه على تخطي عقبة زامبيا اليوم بعدما أغلقوا صفحة لقاء الغابون، وقال: "يجب ألا نفقد الأمل، فأمامنا مباراتان، والفوز بهما سيمنحنا بطاقة التأهل إلى الدور المقبل، في المباراة الأولى لم يظهر بعض اللاعبين بمستواهم المعهود الذي ظهروا به سابقاً سواء مع المنتخب أو مع أنديتهم، لم يكن أداؤهم سيئاً، لكنه كان أقل من الأداء الذي يقدمونه دائماً". في المقابل، لا يريد منتخب زامبيا تفويت فرصة المنافسة على بلوغ ربه النهائي، خصوصاً بعدما أحرج تونس وكان الأقرب للفوز لولا تمكن "نسور قرطاج" من خطف هدف التعادل وأعرب المدير الفني لمنتخب زامبيا هيرفي رينارد عن تخوفه من مباراة الكاميرون وقال في تصريحات أبرزها موقع الاتحاد الأفريقي (الكاف): "بالتأكيد سيكون لقاء صعباً لأنك تواجه الأسد الجريح". وطالب مدرب "الرصاصات النحاسية" لاعبي فريقه بأن يتحلوا بالثقة في مواجهة منتخب كبير بحجم الكاميرون، مضيفاً: "نستطيع إحراج الكاميرون فطموحاتنا كبيرة، أهدرنا نقطتين ثمينتين، كانت بدايتنا للمباراة جيدة، لكن بعد تسجيلنا الهدف لم نلتزم بالتعليمات، سنحت لنا فرص كثيرة في الشوط الثاني، خصوصاً كريستوفر كاتونغو الذي أهدر واحدة سهلة". وتابع: "نحن في مجموعة صعبة جداً ومن الصعب التكهن بالمتأهلين إلى ربع النهائي، كنت اعتقد بأن الكاميرون هي الأقوى لكنها خسرت المباراة الأولى، وقبل عامين في غانا كانت في وضع مشابه إلا أنها نجحت في بلوغ النهائي وبالتالي فإن سقوطها يعتبر مجرد كبوة". ويبرز في تشكيلة زامبيا المدافع المخضرم جوزيف موسوندا، كما يمتلك المنتخب الزامبي خط وسط قوياً يضم فيليكس كاتونغو ونوا تشيفوتا وإسحق تشانسا، وفي الهجوم تسلط الأضواء على كريستوفر كريس وغيمش تشامانغا وجاكوب مولينغا صاحب الهدف الوحيد الذي سجله الفريق في البطولة في شباك تونس. واستعد المنتخب الزامبي جيداً للبطولة إذ تجمع معظم لاعبيه لمدة نحو شهر، كما شارك في إحدى الدورات الودية في جنوب أفريقيا التي يحترف فيها معظم لاعبيه.