سيكون برشلونة الاسباني امام مفترق طرق ستحدد وجهته المباراة المرتقبة مع ضيفه تشلسي الانكليزي يوم الثلاثاء على ملعب «كامب نو» في اياب الدور نصف النهائي من مسابقة دوري ابطال اوروبا لكرة القدم. ويدخل النادي الكاتالوني الى هذه المواجهة هو يسعى الى تعويض خسارته ذهابا في «ستامفورد بريدج» بهدف سجله العاجي ديدييه دروغبا، لكن المهمة لن تكون سهلة في ظل المعنويات المهزوزة للاعبيه بعد فقدانهم الامل «منطقيا» في الفوز بلقب الدوري المحلي للموسم الرابع تواليا بخسارتهم السبت امام الغريم ريال مدريد (1-2) في ارضهم وبين جماهيرهم، ما سمح للنادي الملكي في الابتعاد بالصدارة بفارق 7 نقاط. وستكون مواجهة اليوم بالتالي مصيرية بالنسبة للنادي الكاتالوني لان تنازله عن اللقب الاوروبي الذي توج به الموسم الماضي للمرة الثانية في غضون ثلاثة اعوام، قد يشكل فترة انحدار خصوصا اذا فشلت ادارة النادي في الاحتفاظ بخدمات المدرب جوسيب غوارديولا الذي قاد «بلاوغرانا» الى لقب الدوري ثلاث مرات والكأس المحلية مرة واحدة والكأس السوبر المحلية ثلاث مرات ودوري ابطال اوروبا مرتين وكأس السوبر الاوروبية مرتين وكأس العالم للاندية مرتين ايضا، اي ما مجموعه 13 لقبا منذ استلامه الاشراف على الفريق العام 2008. وتشير بعض التقارير الى ان غوارديولا مرشح لاستلام الاشراف على تشلسي بالذات، الا انه نفى هذا الامر قبيل لقاء الذهاب في لندن، معتبرا هذه الاخبار من «نسج الخيال». وذكرت وسائل الاعلام ان غوارديولا يعتبر الهدف الاول لمالك تشلسي الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش الذي اقال المدرب البرتغالي اندري فياش - بواش وعين مساعده الايطالي روبرتو دي ماتيو بديلا له حتى نهاية الموسم. لكن اغراءات ابراموفيتش المستعد ليمنح غوارديولا راتبا سنويا قدره حوالي 16 مليون دولار بحسب بعض التقارير، لم تلق طريقها الى المدرب الشاب الذي علق على هذه الاخبار، قائلا «انها من نسج الخيال، انها افتراضية. انا مدرب برشلونة حاليا وتشلسي يملك مدربا جيدا نجح في تحقيق نتائج رائعة. ليس من المفيد بالنسبة لتشلسي او برشلونة ان نتحدث عن هذه المسألة. لا يوجد هناك الوقت من اجل التحدث عن الموضوع». ويمر لاعبو برشلونة والنادي بفترة من التشكيك الناجم عن عدم حسم مصير غوارديولا الذي ينتهي عقده الحالي اواخر الموسم. ورغم ثقة ادارة النادي الكاتالوني بقدرتها على اقناع غوارديولا بمواصلة المشوار مع «بلاوغرانا»، فان لاعب الوسط الدولي السابق ترك تلميحات اثارت قلق مشجعي الفريق وادارته، ما دفع الصحف الى التكهن برحيله. وتأتي هذه الشكوك والمخاوف من التصريحات التي ادلى بها غوارديولا سابقا حيث اشار الى انه يحتاج الى المزيد من الوقت ليحسم مسألة استمراره مع برشلونة من عدمه، مضيفا «في الوقت الحالي، لا ادري، احتاج الى المزيد من الوقت. لا يمكنني العمل في فريق متطلب من هذا النوع اذا لم يكن في متناولي جميع عناصر القوة». وفي ظل الضبابية التي تحيط بمسألة بقاء غوارديولا مع الفريق، ارتفعت في الاونة الاخيرة الاصوات داخل اروقة النادي مطالبة الاخير بتقديم الحوافز اللازمة لاقناع «بيب» بمواصلة المشوار، وابرز هذه الاصوات من اللاعبين انفسهم وعلى رأسهم الارجنتيني ليونيل ميسي الذي قال مؤخرا: «نريد ان يواصل غوارديولا مهامه باسم كل ما يمثله بالنسبة لنا». ومن المؤكد ان تخطي عقبة تشلسي ووصول النادي الكاتالوني الى المباراة النهائية للمرة الثامنة في تاريخه والفوز باللقب للمرة الخامسة (توج باللقب في 1992 و2006 و2009 و2011 وخسر في 1961 و1986 و1994)، قد يلعب دوره في بقاء غوارديولا في منصبه اما الخروج على يد النادي اللندني قد يسهل من عملية الطلاق. وسيسعى برشلونة منذ البداية الى الوصول لشباك الحارس التشيكي بتر تشيك من اجل اطلاق المواجه مع النادي اللندني من نقطة الصفر، وقد تحدث لاعب الوسط تشافي هرنانديز عن المباراة قائلا: «قد نكون خسرنا لقب الدوري، لكن بانتظارنا نهائي الكأس (امام اتلتيك بلباو)، فزنا باللقب (الدوري) ثلاث مرات وما زال بإمكاننا الوصول الى نهائي دوري الابطال». واكد تشافي انه لا يوجد هناك متسع من الوقت من اجل التحسر على المباراة امام ريال مدريد، مضيفا «نلعب الان من اجل فرصة بلوغ نهائي دوري الابطال، وذلك كاف ليؤكد اهمية الامر. المشجعون يتمتعون بالذكاء الكافي ليدركوا بأن هناك الكثير على المحك في المباراة ونريد مساندتهم بشدة». ويطمح برشلونة الذي لم يذق طعم الهزيمة في ملعبه في المباريات ال15 الاخيرة على الصعيد القاري، الى ان يصبح اول فريق يحافظ على لقبه منذ ميلان الايطالي في 1989 و1990، وذلك بعد ان اصبح اول فريق يتأهل الى نصف النهائي خمس مرات متتالية منذ اعتماد النظام الجديد للمسابقة في الموسم 1992-1993، لكنه يصطدم بطموح تشلسي الساعي الى تحقيق ثأره من النادي الكاتالوني الذي كان اطاح به من نصف نهائي الموسم 2008-2009. ولا تزال تلك المواجهة عالقة في الاذهان بعد ان سجل اندريس انييستا هدفا قاتلا (1-1) في 6 مايو 2009 خلال لقاء الاياب في «ستامفورد بريدج» ليقود فريقه الى النهائي لان لقاء الذهاب انتهى حينها صفر-صفر. ويأمل تشلسي ان يواصل انتفاضته مع مدربه الموقت دي ماتيو الذي حل بدلا من فياش-بواش، وتحقيق ثأره من مضيفه لبلوغ النهائي للمرة الثانية في تاريخه بعد 2008 حين خسر امام مواطنه مانشستر يونايتد، على امل الفوز باللقب الذي يلهث وراءه ابراموفيتش. وستكون مواجهة اليوم الثانية عشرة بين الفريقين قارياً، ويتفوق تشلسي في عدد الانتصارات بأربعة مقابل اربعة تعادلات وثلاثة انتصارات لبرشلونة الذي تفوق على منافسه الانكليزي في ثلاث من اربع مواجهات جمعتهما في الادوار الاقصائية (مباراتي ذهاب واياب). كانت الغلبة لتشلسي في دور المجموعات من الموسم 2006-2007 حيث فاز 1-صفر على ارضه وتعادل 2-2 في كاتالونيا. وفي الدور الثاني من نسخة 2006 عندما احرز اللقب، تأهل برشلونة لفوزه في لندن 2-1 بهدف متأخر من الكاميروني صامويل ايتو بعد تعادله 1-1 على ارضه، لكن تشلسي حسم موقعة 2005 لمصلحته في الدور الثاني لخسارته 1-2 ذهابا وفوزه 4-2 ايابا، في حين حقق برشلونة فوزا ساحقا على خصمه في ربع نهائي 2000 على ارضه 5-1 بعد التمديد بمشاركة دي ماتيو مع تشلسي وغوارديولا مع برشلونة وذلك بعد خسارته ذهابا 3-1، كما تواجه الفريقان في نصف نهائي كأس المدن والمعارض 1966 عندما فاز كل فريق 2-صفر على ارضه، قبل ان يفوز برشلونة بمباراة فاصلة 5 -صفر في برشلونة. ويحوم الشك حول مشاركة دروغبا في مباراة اليوم بعد ان غاب عن مواجهة ارسنال (صفر-صفر) السبت في الدوري المحلي. ويعاني دروغبا من اصابة في ركبته قد تبعده عن الملاعب لايام، وذلك بحسب ما كشف دي ماتيو الذي دافع عن مهاجمه العاجي ضد الانتقادات التي وجهت اليه بعد مباراة الاربعاء امام برشلونة بسبب سقوطه المتكرر في ارضية الملعب وادعائه الاصابة. وقال «لكل رأيه الخاص، لكنه كان مراقبا من قبل مدافعين في معظم المباراة وتعرض لتعنيف جسدي، وبالتالي علينا ان نكون موضوعيين في رد فعلنا. لكل اسلوبه الخاص في اللعب لكننا فريق عادل. قدم مساعدة كبيرة للفريق (امام برشلونة)، سجل لنا هدفا هاما جدا ونحن سعداء بذلك». واشار دي ماتيو الى ان لا رأي له في المباحثات القائمة بين ادارة النادي ودروغبا من اجل تجديد عقد اللاعب العاجي البالغ من العمر 34 عاما، مضيفا «انها مباحثات تتم داخل النادي. لا دخل لي فيها». وفي المقابل، سيكون ميسي، صاحب 63 هدفا في 53 مباراة هذا الموسم، امام فرصة تحطيم رقم قياسي جديد وهو اكبر عدد من الاهداف في المسابقة القارية الاولى في موسم واحد والذي يتقاسمه راهنا مع الايطالي-البرازيلي جوزيه التافيني صاحب 14 هدفا لميلان الايطالي في الموسم 1962-1963.