ما يقوم به الهلال من تقوية صفوفه بأبرز اللاعبين واستثمار علاقاته المميزة مع نادي الشباب واختيار الأنسب من الفرقة البيضاء لتقوية صفوف الزعيم أمر يستحق الإعجاب والتصفيق للإدارة الزرقاء. فإدارة الأمير الشاعر عبد الرحمن بن مساعد تقدم نموذج في العمل الرياضي وتبني علاقات رياضية تعود بالنفع على إطراف تلك العلاقة. ولا احد يلوم الهلال على سلك هذا النهج وتدعيم صفوف فريقه بنجوم الشباب ويدل على الحكمة والدهاء. لكن الأمر ليس كذلك من الجهة الشبابية فالغيورين على نادي الشباب يرون ما يحدث من انتقالات سابقة ولاحقة هو تفريط في دعائم الفريق وليس البديل في مستوى الراحل! ويرى النقاد الرياضيين بشكل عام أن الأندية الكبيرة لاسيما الجماهيرية لا يمكن أن تتخلى بسهولة عن نجومها حتى وان وصلت العلاقة مع تلك النجوم إلى طريق مسدود.. بل أن السماح بانتقال اللاعبين من نادي كبير إلى آخر كبير ومنافس يعني تقوية المنافسين وانحسار الفرص خصوصاً لتلك الأندية الطامحة لتحقيق الأمجاد. وناديي الشباب والهلال من أكثر الأندية بحثاً عن البطولات ويتنافسان دوما نحو تحقيق الألقاب وقد يتواجهان هذا الموسم في دوري أبطال آسيا ومنطقياً يبدو الهلال المرشح الأقوى لتجاوز الشباب بنجومه السابقين! والموعد قد يتجدد في نهائي كأس ولي العهد وكأس الملك وقد تكون مواجهتهم في الدوري مهمة لكلا الطرفين الطامح في البطولة والباحث عن مقعد آسيوي. وتعتبر أندية النصر والاتحاد والهلال والأهلي أندية تنافس مستمر في ما بينها ولا يمكنها التفريط بنجومها للفرق المنافسة إلا في حالات استثنائية كما يمر به الاتحاد حالياً. وكان الشباب أحد تلك الأندية التي لا تسمح بانتقال نجومها للمنافسين بل إن بعض الأندية كانت تشترط على اللاعب إذا وصل به الحال إلى طلب مخالصة أن لا ينتقل للأندية المنافسة وقد يحدد أندية بعينها! وقد يجد المتابع العذر لنادي الشباب إذا ما استمر على ذات النهج وبدوافع مختلفة سواء رغبات مدرب أو مشاكل لاعبين تنتهي إلى انتقالهم ولكن الأفضل أن تقدم إدارة محنكة مثل إدارة خالد البلطان مبررات منطقية . ولا أدل على ذلك من جلب مهاجم آسيوي أو مدافع متمكن وبعد تسجيله رسمياً للفريق يمكن تسريح من لم يعد استمراره ممكناً وهذا ما حدث مع نادي الهلال الذي لم يسقط مدافعه الكوري هوان إلى بعد أن سجل مكانه مواطنه كواك. هذا بالفعل عمل إدارة هلالية محترفة تبحث عن المنافسة وتعرف كيف تصنع فريق مهاب! ونادي الشباب كأحد الأندية الكبيرة والمهمة في الدوري يستطيع النهوض مرة أخرى والعودة للمنافسة وصناعة فريق لا يقهر بشرط أن يتماسك الفريق وسط هذه الظروف وان لا تضعف هيبته نتيجة هجرة النجوم.