يمر التحكيم المحلي بمرحلة عصيبة، تزداد سنة بعد سنة، كل ذلك يأتي بسبب تضخيم أخطاء حكامنا عن طريق الإعلام، أو عن طريق مسؤولي الأندية واللاعبين، مروراً بمن يسمون أنفسهم أعضاء شرف وجماهير. لا نجرد الحكم السعودي من الأخطاء، فهو بشر معرض للخطأ والصواب، والرسول عليه الصلاة السلام أخبرنا أن هناك قاضي في الجنة وقاضيين في النار، ولكن المشكلة أننا نضع خطأ الحكم السعودي في قائمة (التجريم)، ونبعده عن سوء التقدير، فندخل في ذممهم ونشكك في نزاهتهم. بينما يأتينا حكام من الخارج (خواجات) ويقعون في نفس سوء التقدير، ولكن يظل ذلك (حلو) على قلوبنا؛ لأنهم أجانب ونواياهم حسنة، وما وقعوا فيه هو سوء تقدير، بينما أخطاء حكامنا متعمدة، وأنا لا أنزه جميع الحكام السعوديين من الأخطاء المتعمدة، التي تأتي نتيجة للضغوط الإعلامية والشارع الرياضي السعودي، ولكن يظل منهم السواد الأعظم حكاما جيدين ومطلوبين خارجياً للتحكيم سواء الآسيوي أو العربي. ولكن، إذا مارسنا ضغوطا إعلامية على رئيس لجنة الحكام والاتحاد السعودي، في اختيار حكام مبارياتنا، وإبعاد البعض الآخر، وتحصل استجابة على هذه الطلبات والمقترحات، فنحن بذلك أوهمنا (المشككين) أنه فعلاً هناك أندية ذات دلال ولها حكام (مخصصون)، وأنا لا أعني بذلك ناديا بعينه، فنحن يطلعنا الإعلام على مجموعة من رؤساء الأندية وليس واحداً أو اثنين، بل هم كثر يعترضون على الحكم (الفلاني) أن يقود مبارياتهم كونهم يتحسسون من مواقف سابقة لنفس الحكم خانه سوء التقدير، فأدخلناها في سوء النية، فمثل هذه الطلبات أحيي الإتحاد السعودي وكذلك رئيس لجنة الحكام على تهميشها، وعدم الالتفات لها؛ لأنها تهز ثقة الحكام وتؤكد عليهم سوء النوايا. ولكن لا يمنع ذلك من أن يكون لدى الأستاذ القدير عمر المهنا حس في هذا الجانب، يعني مثلاً حكم مثل مرعي العواجي ناله ما ناله من نقد في مباراة الشباب بالنصر في دوري جميل، وخاصة من الهلاليين، فكان الأفضل إبعاده عن مباراة الهلال والشعلة في مسابقة كأس ولي العهد، حتى ولو كانت جدولة الحكام مدرجة مسبقاً، لأن الحكم تعرض لنقد لاذع خلال الأسبوع الذي سبق المباراة، فكان من الممكن تدويره مع حكم آخر، حتى لا نخسر الحكم وما دام فيها مصلحة. أما مسألة إبعاد خليل جلال عن مباراة العروبة بالهلال، فأنا أشد على يد الأستاذ عمر المهنا أن يهمش مثل هذه الطلبات؛ لأنه لو استجاب لواحدة فيجب عليه أن يستجيب بعد ذلك لمئات الطلبات من هذا النوع. كما أنني أستغرب من إدارة سمو الأمير عبدالرحمن بن مساعد، وهي الإدارة المثالية في تعاملها مع الجميع، أن تقدم على مثل هذا الطلب وهو استبعاد الحكم القدير خليل جلال، والذي اعتبره وبما حملته من أمانة القلم واحداً من أفضل الحكام السعوديين، إن لم يكن أفضلهم، وهو لايعنيه فاز الهلال أو انهزم، إلا إذا كان ذلك ضغطاً على الحكم لتنبيهه للحذر أكثر، لأن المرحلة القادمة مرحلة حساسة ولا تحتمل الأخطاء. ومن خلال الأسطر القادمة، أقدم اقتراحا للأخوة في اتحادنا السعودي، وكذلك للحكم القدير عمر المهنا، أن توضع حوافز للحكام فوق ما ينالونه من مكافآت، حيث يكون الحكم الأقل أخطاء يعطى مكافأة مضافة، وتحجب عن الحكم الذي تكون أخطاؤة أثرت على نتيجة المباراة، ويجب ألا تجزأ هذه المكافأة، يعني إما يأخذها أو تحجب عنه، وذلك من خلال لجنة من خبراء التحكيم. والمقترح الآخر، لماذا لا يتم عمل دمج بين حكام سعوديين وأجانب في المباراة الواحدة؛ من أجل عملية الاحتكاك مع حكام ذوي خبرة، يعني يكون حكم الساحة أجنبيا ورجال الخطوط محليين والعكس صحيح، ويكون هذا لفترة محددة؛ من أجل تطوير الحكم السعودي. مقالة للكاتب فهد الغريب عن جريدة اليوم