الكاتب فتحي بن هادي رغم جهلنا عن ما يدور في البيت الاتحادي، والصمت المريع الذي يكتنف جنبات النادي وأعضاء شرفه، لا نجد سوى علامة استفهام كبيرة امتزج إطارها بدموع محبي النادي، الذين يلوذون هرباً من واقع مزق بقايا أطلال أعضاء شرف النادي، فما الذي يحدث للاتحاد ومن المسؤول الأول والأخير عن ما آل إليه حال النادي. الاتحاد ليس بذلك النادي الصغير الذي لن يؤثر سقوطه في مسيرة الكرة السعودية، أو كمن يحاول إقحام نفسه قسراً مع الكبار، لا بل أن نادي الاتحاد يعد رابع أركان الكرة السعودية، أو كحجر أساسها الذي لا تستقيم إلا به، والمسئولون على علم ودراية بهذا الأمر منذ سنين مضت. تنبه المسؤولون للدور الذي يلعبه الأربعة الكبار في الكرة السعودية منذ سنين مضت، فأولتها أهمية وعناية فائقة في سبيل النهوض بالكرة السعودية وارتقائها، وأكبر دليل على بعد نظر المسؤولين لدينا هو ما ترتب على ذلك من النتائج التي حققها المنتخب السعودي من إنجازات غير مسبوقة على مستوى القارة وعالمياً. للمثال لا الحصر، في موسم 1400-1401ه حينما واجه نادي الاتحاد مشاكل عاتية عصفت بالفريق فقدم مستويات باهتة في الدوري الممتاز ليسقط على إثرها لمصاف أندية الدرجة الأولى، فتنبه القائمين على الرياضة السعودية مبكراً لما سيئول له حال الكرة السعودية بذلك السقوط المريع لنادي الاتحاد، فبادر القائمون على الرياضة السعودية وبعبقرية كروية غاية في الدهاء بخلق ما يسمى بالدوري المشترك، الذي تم به دمج فرق دوري الدرجة الأولى بفرق الدوري الممتاز، وكان في ذلك ضمان لعدم نزول الاتحاد إلى الدرجة الأولى. أعادت هذه البادرة الغير مسبوقة لنادي الاتحاد الروح بعد تعثر مرير، فكانت بمثابة المحفز أو الوقود الذي استمده لينهض مجدداً ويحقق بطولة الدوري المشترك في العام الذي تلاه مباشرة، كما أضاف ذلك إلى الكرة السعودية الشيء الكثير، حيث حقق المنتخب السعودي كأس آسيا في عام 1984، وتوالت بعد ذلك انتصارات المنتخب الوطني قارياً وعالمياً. لا أحد يتمنى سقوط ركن من أركان الكرة السعودية غير ضعيف نفس، فبسقوط هذا الركن يسقط كامل جسد كرتنا، نأمل من أعضاء شرف نادي الاتحاد أن يعوا الدور الحيوي الذي يلعبه ناديهم في خريطة الكرة السعودية، وأن يقفوا معه وقفة رجل واحد، ويوحدون صفوفهم لإعادة الفريق لسابق عهده، فإن لم يقفون معه في أسوأ حالاته متى سيفعلون؟!.