تتطلع الأوساط الرياضية إلى واقع جديد بعد ان بدأت ملامح المرحلة المقبلة بالتشكل، وهذا الواقع الجديد يعني أن تغييرات جذرية ستطغى على المنظومة الرياضية وطريقة إدارتها ومخرجات عملها. ولن يكن الرئيس المنتظر مطلق اليد ليقرر ويمنهج اداراته دون رقابة ، بل أن الواقع الجديد سيجعله عرضه للمسألة والتحقيق والتقييم وقد تصل لسحب الثقة والإعفاء. وان تمت الامور بسياقها الطبيعي فستكون الكلمة الاولى للجمعية العمومية وهي التي ستقرر وتعين وترشح وتعفي بناء على المعطيات والنتائج. ولذلك فأن الاهمية القصوى هي للعضو صاحب احقية التصويت ولذلك فبناء العلاقات والتكتلات هي ما سيحقق الاهداف ( الجماعية المشتركة) وستكون الكلمة للأعضاء ولاسيما من يستحوذ على أكبر قدر من المقاعد وبالتالي التحكم بخيوط اللعبة. واللعبة الانتخابية بمجملها كثقافة حديثة نوعا على المجتمع وهناك خلط بين منهجية كل انتخابات لانها تختلف بطبيعة تركيبها والهدف منها. وسنركز في هذا التقرير المختصر عن انتخابات رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم المقبلة. في البداية سنتحدث عن الجمعية العمومية وماذا تعني وكيف تتشكل؟ الجمعية العمومية ( الهئية العليا والجهاز التنظيمي للأتحاد ) هي اشبه ببرلمان مصغر او مجلس تشاوري قراراته ملزمة بشرط الاغلبية كون كل عضو رسمي في المجلس او الجمعية العمومية له حق التصويت وصوته هذا ربما يكون حاسم في بعض القرارات الصعبة. وتتشكل الجمعية العمومية حسب النظام الاساسي من 63 عضو كحد ادني أي انها قد تصل لعدد اكبر من هذا الرقم وجميع مكونات الوسط الرياضي للعبة الشعبية كرة القدم لها صوت في هذا المجلس. إذا ان لكل نادي من أندية الدوري الممتاز صوت يمثله وترشحه ادارة النادي قد يكون الرئيس او النائب او أي عضو في مجلس الادارة وهو الذي يحق له فيما بعد الدخول في سباق رئاسة الاتحاد فيما لو انطبقت على الشروط المحددة لمنصب الرئيس. وبعد اندية الدوري الممتاز ال 14 توجد مقاعد مماثلة لكل نادي والأمر نفسه ينطبق على 16 نادي في الدرجة الأولى . أما اندية الدرجة الثانية والتي تبلغ 20 نادياً فقد تم تخصيص 6 مقاعد لها في المجلس تمثلها ويتم ترشيح هذه الاسماء وفق آلية محددة. ولأندية الدرجة الثالثة 10 مقاعد في المجلس ترشح ايضا عبر ذات الطريقة. إذن هناك 46 مقعد في الجمعية العمومية تخص الاندية وبالتالي فإن هذه النسبة من المقاعد كفيلة باختيار أي رئيس جديد فيما لو اتفقت كلها على مرشح واحد. كما أن لرابطة دوري المحترفين 5 مقاعد في الجمعية العمومية. اللاعبين المحترفين خصص لهم 3 مقاعد كما خصص للاعبين مقعدين وهذا يعني ان اللاعبين ايضا يشاركون في صنع القرار، وللحكام مقعدين كذلك والأمر ذاته يسري على المدربين الذي لهم مقعدين ايضاً. فيما خصصت 3 مقاعد لأصحاب الخبرة وهم من حكماء المجلس في الغالب ، ويحق للجمعية العمومية أن تمنح الرئاسة الفخرية لأحد الشخصيات وكذلك عضوية الجمعية الفخرية وهؤلاء يحق لهم الحضور والمشاركة في المداولات ولكن لا يحق لهم التصويت. إذن اختيار الرئيس القادم بيد الجمعية العمومية وهي التي لها الحق في سن القوانين الجديدة وتعديل النظام الاساسي وتعديل الشروط وانتخاب الرئيس ونائبه، ومنصب نائب الرئيس سيكون كرسياً ساخناً رقم أنه الاهم كون هذا المنصب سيحظى بالدخول في التجربة الجديدة وممارسة النشاط القيادي دون ان يكون تحت مجهر النقد وفي حالة إخفاق الرئيس فأنه سيكون المرشح الأول للرئاسة على الاقل حتى تعقد الجمعية العمومية. وحتى تكون رئيساً للاتحاد السعودي لكرة القدم يجب ان تحصل اولاً على عضوية المجلس ثم تنال ثقة أعضاء الجمعية العمومية ثم تبدأ حملتك الانتخابية وبرنامجك التطويري ثم تنتظر النتائج. إن الاشتراك في عضوية المجلس او الجمعية العمومية هي أول الابواب التي ستفتح لك الطريق أمام كرسي رئاسة الاتحاد ولذلك فإنك بحاجة إلى اقناع الجمعية العمومية بقبولك كعضو إذا ما تحققت لديك كافة الشروط. وعندما تحصل على تلك العضوية يجب ان تكون لك حملتك الانتخابية وهي ليست حملة بالمفهوم الشامل ولكن الجميع سيترقب ماذا ستقدم لو جئت للرئاسة ما هو برنامجك التطويري ، كيف ستحدث نقله في الرياضة وتطور الأنظمة وماذا تملك من خبرة وتجارب ، كيف ستتغلب على المعوقات المالية ، هل لديك مشاريع استثمارية لمواجهة الصرف المادي ، ماذا سيحقق وجودك من مكاسب فنية ورياضية ، وكل هذه الاسئلة سيكون جوابها المقنع يعني نجاحك في حملتك وكسب الثقة وبالتالي الدخول في سباق الترشح وأنت جاهز للمنصب. اما أعضاء الجمعية العمومية فإنهم سيدخلون في تحالفات وتكتلات وهذا امر طبيعي خصوصا إذا ما كان المرشحين في وضع مؤهل للنجاح ويجد المصوت حيرة في اختياره. ويجري الاقتراع ( اختيار المرشح ) بشكل سري داخل الجمعية العمومية فيما ستشرف لجنة الانتخابات على مراقبة مراسم الاقتراع ومراجعة ملفات المرشحين وفرز الاصوات .