في ثنايا حواراتنا الرياضية ربما تجد تناقضا يصل حد الحكم جزما أن بيننا وبين الحقيقة مسافة تصل بتعاطينا مع المسافات مثل مابين جدة وآخر نقطة في صحراء الربع الخالي سيرا على الأقدام….! نقول كلاما اليوم ونناقضه غدا أي حسب الحالة، وحسب الشعار ولون القميص واسم النادي وفي النهاية أضحك وحذار أن تقول شر البلية مايضحك. هدف منتخبنا الأول والذي سجله أسامة هوساوي في مرمى العراق الكل قال إنه تسلل واضح مابين محللين متخصصين في مجال التحكيم وإعلاميين ورؤوساء أندية وجمهور رياضي لدرجة أن قناة عراقية قدمت هذه الشهادات في برنامج رياضي تحت أكثر من عنوان ولاغضاضة في ذلك طالما الحالة واضحة. مثل هذا الوعي يجب أن نتعامل به على الصعيد المحلي إن أردنا أن نكون واقعيين ورافضين للتعصب. ومثل هذا الإجماع يفترض أن يكون معنا هنا في منافساتنا المحلية حتى تعم الفائدة وتخف نبرة أي متعصب لكن أن يكون المنتخب فقط هدفا لصحوة ضمائر متعصبين فهنا من الطبيعي أن أقول بمثلها تعرف الأشياء وليس كما يقال دوما بضدها تعرف الأشياء…! أسأل لو كان هدف أسامة في مرمى العراق والذي أجمع الكل على عدم صحته للهلال أو النصر أوالاتحاد أو الأهلي في مرمى فريق أجنبي أيا كان عربيا أو غير عربي هل سنرى هذا الإجماع أم أننا سنخون الزيد والفودة وأي إعلامي يعترف ببطلانه. مع الأخذ في الاعتبار أنني هنا لست ضد الحقيقة في الرياضة أوغيرها لأنها تعكس حضارة الشعوب لكن ضد أن يكون المنتخب هدفا لشفافيتنا.. وأندية حينما تستفيد من أي خطأ تحكيمي نجبن في الاعتراف بهذه الخطأ، وننقلب على من يقول الحقيقة والأمثله كثيره. قدموا لي هلاليا اعترف باستفادة الهلال من أخطأ الحكام، أو أهلاويا يؤكد صحة هدف ولج مرماه وألغاه الحكم، أوهات نصراويا يعترف مجرد اعتراف أن التحكيم جامله، وكذلك الحال بالنسبة للاتحاد. أما مسألة أن نأخذ المنتخب قياسا حقيقة نود قولها ففي اعتقادي أن هذه الحقيقة تظل منقوصة مالم يواجهها مثلها على مستوى الأنديه. هل تذكرون بطولات جيرت من فريق إلى آخر بفعل أخطاء تحكيمية ولم يقل المستفيد ماقاله حاليا مع هدف هوساوي في مرمى العراق، بل إن الدفاع عن تلك الكوارث كان أشد ضراوة من دفاع هوساوي عن مرمى المنتخب. ماذا حدث لذاك الرئيس الشجاع حينما اعترف باستفادة ناديه من الحكام، وماذا كان سيحدث للقارئ لو قال ضربة الجزاء التي احتسبها لنا العمري أمام الأهلي غير صحيحة. قبل أن تحولوا المنتخب إلى حقل تجارب لصراحتكم وشفافيتكم تعالوا نعلم الكل أن قول الحقيقة بتجرد هي من صلب واجبات الإعلامي النزيه والواثق حتى نمحي إرث سنوات من التعصب. مقال للكاتب احمد الشمراني – عكاظ