الكاتب فتحي بن هادي كثيراً ما يردد أشقائنا المصريين هذا المثل الشهير، الذي لو تمعنت فيه لوجدته مثلاً انطبق في مجمله على ما نعايشه من واقع رياضي في وقتنا الحاضر، ومهما تجاهلنا وجوده لا يزال يعيش في طيات تفاصيل حياتنا اليومية. بشكل عام الاتحادات يفترض بها الدفاع عن حقوق المتحدين لا سلب حقوقهم، وهذا الشيء يطبق في جميع دول العالم، لماذا لأن الاتحاد منشئ من قبلهم المتحدين أنفسهم، فاتحاد العمال منشئ من قبل مجموعة من العمال لتكوين تكتل يقوم بالدفاع عن حقوقهم، وذات الأمر ينطبق على اتحاد المحامين واتحاد الطيران وجميع الاتحادات والتحالفات الموجودة داخل دول العالم المتقدم. كل اتحاد من الاتحادات يقوم اعضاءه بترشيح أفضل شخص لتمثيله بالنيابة، فلو أخذنا اتحاد سككك الحديد مثلاً، يقوم عدة أشخاص بترشيح أنفسهم ومن ثم يقوم جميع الأعضاء بانتخاب الأفضل بين جميع المرشحين، كلٍ وقناعته. الأمر يختلف في اتحادنا لكرة القدم اختلافاً جذرياً، حيث نجد أن فكرة تأسيس اتحاد كرة القدم ليست فكرة نابعة من الأندية، بل شيء مفروض علينا من الاتحاد الآسيوي، كمسوغ لاكتمال الشروط الدولية، لذا تجده لا يدافع عن حقوقها بل يمارس الهيمنة عليها لشعوره المسبق أنه شيء مفروض عليهم، وعليهم القبول به طوعاً أو كرهاً. يفترض بالاتحاد السعودي لكرة القدم الدفاع عن حقوق الأندية لا سلبها حقوقها، وكلنا شاهدنا بالأمس كيف تم فرض غرامة مالية على رئيس النادي الأهلي الأمير فهد بن خالد بلا أي مبرر، سوى أنه تظلم من ظلم وقع عليه وشرع في الدفاع عن حقوق ناديه. أرادوا سلبه حق كفله له جميع التشريعات السماوية، كما كفلته له جميع القوانين الوضعية في العالم، فلا يوجد قانون في العالم يسلب حق الدفاع عن النفس إلا قانون لجنة الانضباط التي تعتمد اللاقانون في أعمالها. هذا غير الغرامات المالية التي فرضت اجحافاً على الاندية وآخرها التي فرضت على نادي الهلال بلا أدلة وبراهين دامغة تدعم الشكوى الاتحادية، ناهيك عن الغرامة المالية التي فرضت على لاعبين نادي النصر بلا مبرر، وغيرها الكثير والكثير التي تصب في اجحاف حقوق الأندية. ما يبرهن أن هذه اللجنة ترتجل في معظم قراراتها هو عدم وجود آلية عمل واضحة تسير عليها هذه اللجنة في دراسة وإصدار الاحكام، وإلا ستراها موزعة في كتيبات على جميع الاندية، فهي المعني الوحيد بالأمر. الفرق بين أنظمتنا وأنظمة الغرب هو أنهم لم يتركوا شيئاً للصدفة، بل قننوا كل شيء محتمل الوقوع وغير المحتمل، لدرجة أنهم حددوا جميع الأشياء صراحةً بأسمائها، لذا نجحوا، ونحن مازلنا نراوح محلك سر، ولن نتحرك شبراً ونحن مازلنا نضع القوانين المطاطية القابلة للمد والجزر والتأويل حسب الأهواء. لا أشكك بكلامي هذا في أمانة عمل هذه اللجنة، فهي تقريباً اللجنة الوحيد التي أعجبني فيها انتقاء الأعضاء، بالفعل نجح الاتحاد السعودي في انتقاء أعضائها، فتجدهم حيادين جداً لدرجة أنهم حادوا عن الأهداف المنوطة بهم وتجبروا وعاثوا في الأرض. جميع الأندية تضررت من الاتحاد السعودي، والمفترض به أن يكون خير سند لهم لا عليهم، ولو كان بالفعل هذا الاتحاد نابع منهم لما وجدته يفرض جبروته وهيمنته عليهم.