انتهى الجيل الذهبي للمعلقين العمالقة ، أولئك الطيبين الذين كانوا يحترمون ذائقة المتابع ويسعون لإشباع رغباته من خلال الوصف والتعليق والنقد والتثقيف والتفاعل مع مجريات المباريات بالصورة التي ساهمت في توهجهم وعززت من حضورهم حتى باتوا مقبولين لدى الوسط الرياضي بمختلف شرائحه وطبقاته وانتماءاته .. أما جيل اليوم من المعلقين فإن السواد الأعظم حاد عن جادة الصواب ولم يسلك طريق ( الفطاحلة ) الذين سبقوهم في هذا المجال وأضحوا من رموزه الذين يُشار إليهم بالبنان ، بل تفرغوا للصراخ والتباكي تارة وتزييف الحقائق تارة أخرى ، وتناسوا أن هناك ملايين المتابعين خلف الشاشات داخل الوطن وخارجه ينتظرون من هذا المعلق أو ذاك ما يُجبرهم على التفاعل مع مجريات المباراة ، وليس إجبارهم على متابعة المباراة ( بدون تعليق ) .. وما نشاهده في وقتنا الحاضر من بعض المعلقين يدعونا للشفقة عليهم والحسرة على واقعنا ويجعلنا نضع أكثر من علامة استفهام حول آلية اختيارهم ، فمنهم من يتقمص شخصية معلقين آخرين ، وهناك من يتصنّع الحيادية وهو في حقيقة الأمر مجافٍ لها ، وهناك من يُخرجك عن أجواء المباراة ويضعك في حراج ( بن قاسم ) .. فالمعلق فضلا عن موهبته فهو يحتاج إلى المنطقية والواقعية والموضوعية واختيار المفردات والألفاظ المناسبة والابتعاد عن التعصب لكي يكون معلقا ناجحا يتغنى به الجميع ويطربون لسماع صوته ، فالعلاقة بين المعلق والمشاهد علاقة طرديه ، فكلما زاد توهجه زادت شعبيته وكلما واصل تخبطه أصبحت شعبيته في الحضيض .. وفي اعتقادي أن التعليق الرياضي علاوة على أنه فن ، فهو عنصر أساسي من عناصر الاستمتاع باللعبة حاله حال الحكم واللاعب ، حيث لن تكتمل فصول المتعة إلا بوجود معلق يضع المشاهد في قلب الحدث .. ومع أن الكل يدرك ذلك جيدا إلا أن معلقينا مازالوا يغطون في سبات عميق .. صواريخ .. أرض .. جو أبصم بالعشرة أن النجم الخلوق محمد الشلهوب يحظى بحُب الجماهير النصراوية والاتحادية والأهلاوية قبل الهلالية نظرا لتواضعه الجم ودماثة أخلاقه فضلا عن مستواه الفني الرفيع ، ولكن الإشادة التي حظي بها من المعلق النفيسة بعد الهدف الذي سجله في مرمى الاتحاد لم يحظ بربعها إبراهيم غالب من المعلق محمد غازي بعد الهدف العالمي الذي سجله في مرمى الأهلي .. وهذان الموقفان المتباينان كشفا لنا واقع التعليق والمعلقين .. رد محمد نور بقوة على من راهن على فشله مع النصر ، فرغم إضاعته لركلة جزاء مهمة أمام الأهلي في أول مشاركه رسمية له مع فريقه الجديد ، إلا أنه قدم مردودا مميزا أكد من خلاله قدرته على استعادة مستواه وتقديم الإضافة المطلوبة في الموسم المقبل .. فرط فريق الرياض ( مدرسة الوسطى ) في فرصة ذهبية كان بالإمكان أن يعود من خلالها لدوري الأضواء والشهرة بعد غياب دام عشر سنوات ، وأجبره سدوس الهابط للدرجة الثانية على الدخول في سباق ثلاثي مع النهضة ( مارد الدمام ) والخليج ( جوهرة سيهات ) لتحديد هوية الصاعد الثاني .. إنه دوري رِكاء ، مازالت إثارته مستمرة .. النصر والأهلي والهلال يفاوضون نجم الاتفاق يحيى الشهري .. الإعلام أقحم الأندية الثلاثة في المفاوضات ، وإدارة الاتفاق تنفيها .. فقط ما علينا سوى الانتظار ( خبر بفلوس بكره ببلاش ) .. عن اليوم السعودية