دخل نادي الفتح تاريخ كرة القدم السعودية من الباب العريض إثر فوزه بلقب الدوري السعودي للمرة الأولى في تاريخه لينضم بذلك إلى فرق النخبة في المملكة بعدما أصبح سابع فريق يتوّج باللقب وليكسر احتكار أندية الهلال والإتحاد والنصر والشباب والإتفاق والأهلي للقب منذ الموسم الأول للبطولة في 1976-1977. ومع سيطرة الأندية الكبيرة على اللقب خلال السنوات الماضية، بدا وأن انطلاقة الفتح بالدوري هذا الموسم قد لا تستمر حتى النهاية بالنظر إلى المنافسة الكبيرة من حامل اللقب الشباب وحامل الرقم القياسي بالفوز باللقب نادي الهلال والتي استمرت حتى جولتين من نهاية الدوري. إلا أن الفريق القادم من منطقة الأحساء أثبت أن ما حققه بمرحلة الذهاب من الدوري لم يكن وليد صدفة وأظهر أبناء المدرب التونسي فتحي الجبال عزيمة قوية من أجل الفوز باللقب للمرة الأولى في تاريخهم وحققوا انتصارات مهمة على الأندية الكبيرة بينما كان النصر هو النادي الوحيد الذي صمد أمام مفاجئة الفتح. مفاجئة من العيار الثقيل بعدما بدأ الفتح مشواره بالدوري بالتعادل مع النصر، حقق “النموذجي” ست انتصارات متتالية بما فيها فوزين على الهلال والشباب قبل أن يسقط بفخ التعادل السلبي مع الفيصلي. إلا أن هذا التعادل لم يثبط من عزيمة الفتح حيث استعاد نغمة الإنتصارات وفاز بأربع مباريات متتالية لينهي مرحلة الذهاب على القمة. وبينما توقع جميع متابعي كرة القدم السعودية بأن “طفرة” الفتح ستنتهي مع انطلاق مرحلة الإياب خصوصاً وأن الفريق لا يوجد لديه خبرة المنافسة على اللقب، تعامل المدرب التونسي فتحي الجبال ولاعبيه مع مباريات الدوري وكأنها مباريات نهائية تعادل الفريق مجدداً مع النصر قبل أن يحقق ثلاث انتصارات متتالية بما فيها الفوز الثاني على الهلال. وبينما بدا أن حلم الفريق بطريقه إلى الإنتهاء مبكراً بعد التعادل مع الأهلي والخسارة أمام الشباب، استعاد الفتح زمام المبادرة وحقق ست انتصارات متتالية بما في ذلك الفوز على الأهلي بالمرحلة الرابعة والعشرين والذي ضمن على إثره الفتح الفوز باللقب ليكمل المفاجئة ولتبدأ احتفالات جمهوره الذي احتشد على ملعب الأمير عبد الله بن جلوي بالأحساء. خيبة الكبار كان الموسم مخيباً للعديد من الأندية الكبيرة والتي فشلت على الرغم من الإمكانيات الكبيرة والنجوم التي تعج بها من إيقاف زحف الفتح نحو اللقب. وبينما أنهى الهلال الدوري بالمركز الثاني بفارق ثماني نقاط عن الفتح، احتل البطل السابق نادي الشباب المركز الثالث بعد مستويات متفاوتة على الرغم من أنه كان النادي الوحيد إلى جانب الوحدة الذي فاز على البطل المتوّج وتساوى بنفس عدد النقاط مع الهلال ليضمن التأهل معه ومع الفتح لدوري أبطال آسيا 2014. وعاد النصر بقوة للمنافسة هذا الموسم بعدما احتل المركز السابع العام الماضي وقدّم أداء مميز أنهى على إثره الدوري بالمركز الرابع متقدماً على الأهلي الذي فشل بنقل نجاحه القاري الذي يحققه بدوري أبطال آسيا إلى الدوري المحلي بعدما احتل المركز الخامس فيما أنهى بطل الدوري مرتين نادي الإتفاق مشواره بالمركز السادس. في المقابل، كانت خيبة الأمل الكبرى لنادي الإتحاد بعدما فشل بطل الدوري ثماني مرات بتحقيق طموح جماهيره العريضة وأنهى الدوري في المركز السابع المخيب بعدما فاز في ثماني مباريات فقط وتلقى ثماني هزائم ليبتعد بفارق كبير عن البطل بلغ قوامه 31 نقطة على الرغم من أنه تأهل إلى كأس الملك للأبطال وهو سيحاول أن يخرج من الموسم بلقب يعوّض خيبة الأمل بالدوري المحلي. وبعدما كان قاب قوسين أو أدنى من الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى الموسم الماضي، قدّم الرائد مستوى مميز ضمن على إثره التأهل لكأس الملك للأبطال لينضم إلى بطل الدوري والأندية الستة الكبيرة في المملكة وسيحاول أن يسير على خطى الفتح ويحقق مفاجأة أخرى هذا الموسم. أبرز النجوم خطف العديد من اللاعبين الأنظار هذا الموسم ولعل أبرزهم الأرجنتيني سيباستيان تاجليابلو الذي انضم من نادي الإتفاق إلى الشباب لينهي الدوري على قمة ترتيب الهدّافين برصيد 19 هدفاً ومتقدماً بفارق هدفين عن نجم الفتح الكونجولي دوريس سولومو والذي لعبت أهدافه دوراً حاسماً بفوز الفتح بلقب الدوري إلى جانب البرازيلي المتألق إيلتون جوزيه. وكان للثنائي ويسلي لوبيز وياسر القحطاني دور فعّال بحلول الهلال بالمركز الثاني بعدما سجلا معاً 30 هدفاً أي تقريباً نصف عدد أهداف الهلال. كما تميّز لاعب وسط الشباب البرازيلي مارسيلو كاماتشو الذي كان أكثر اللاعبين صناعة للأهداف حيث صنع 15 هدفاً متقدماً على تيسير الجاسم لاعب نادي الأهلي الذي تألق معه أيضاً البرازيلي فيكتور سيمويس. التصريحات “كان هناك الكثير من العوامل التي لعبت دوراً مهماً بتحقيق هذا اللقب. لقد كان الفوز باللقب هو نتاج عمل دام ثماني سنوات واستطعنا بناء فريق متكامل ذو إمكانيات كبيرة توّجها بالفوز بلقب الدوري للمرة الأولى بتاريخه،” مدرب الفتح فتحي الجبال في حديثه مع موقع FIFA.com. الرقم 20 – هو عدد الإنتصارات التي حققها الفتح هذا الموسم ليحطّم الرقم القياسي بعدد الإنتصارات في الموسم الواحد ليتفوق على بطل العام الماضي الشباب والهلال بطل موسم 2010-2011 الذين حققا 19 انتصاراً ليثبت الفتح بأن فوزه بلقب الدوري كان عن جدارة واستحقاق.